responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الضعفاء من رجال الحديث المؤلف : الساعدي، حسين    الجزء : 3  صفحة : 22

جسداً لنقض نبوة موسى عليه السلام، وشاء اللَّه أن يكون ذلك كذلك؟ إنّ هذا لهو العجب.

فقال: ويحك يا فتح، إنّ للَّه‌إرادتين ومشيئتين إرادة حتم وإرادة عزم ينهى وهو يشاء، ويأمر وهو لا يشاء، أو ما رأيت أنّه نهى آدم وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة وهو شاء ذلك، ولو لم يشأ لم يأكلا، ولو أكلا لغلبت مشيئتهما مشيئة اللَّه، وأمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام وشاء ألّا يذبحه، ولو لم يشأ يذبحه لغلبت مشيئة إبراهيم مشيئة اللَّه عز و جل.

قلت: فرجت عنّي فرج اللَّه عنك، غير أنّك قلت: السميع البصير، سميع بالأذن وبصير بالعين؟

فقال: إنّه يسمع بما يبصر، ويرى بما يسمع، بصير لا بعين مثل عين المخلوقين، وسميع لا بمثل سمع السامعين، لكن لما لم يخف عليه خافية من أثر الذرة السوداء على الصخرة الصماء في اللّيلة الظلماء تحت الثرى‌ والبحار قلنا: بصير، لا بمثل عين المخلوقين، ولما لم يشتبه عليه ضروب اللغات، ولم يشغله سمع عن سمع قلنا: سميع، لا مثل سمع السامعين.

قلت:- جعلت فداك!- قد بقيت مسألة.

قال: هات للَّه‌أبوك.

قلت: يعلم القديم الشي‌ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟

قال: ويحك! إنّ مسائلك لصعبة، أما سمعت اللَّه يقول: «لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا»[1] وقوله: «وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى‌ بَعْضٍ»[2] وقال يحكي قول أهل النار:

«أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ»[3] وقال: «وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ»[4] فقد علم الشي‌ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون.


[1]. الأنبياء: 22.

[2]. المؤمنون: 91.

[3]. فاطر: 37.

[4]. الأنعام: 28.

اسم الکتاب : الضعفاء من رجال الحديث المؤلف : الساعدي، حسين    الجزء : 3  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست