responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاشية علی اصول الكافي (العاملي) المؤلف : العلوي العاملي، السيد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 391

الاستفهام والاستطاعة للَّه‌كان في أوائل حالهم من عدم الاتّفاق والاستحكام لهم.

ثمّ إنّ للاستطاعة إطلاقاتٍ ثلاثةً:

أوّلها: القدرة على ما لم يتعلّق بمنافيه مشيّة للَّه‌تعالى ويعبّر عنها بمشيّة من لا يكون إلّا ما شاء اللَّه بخلاف ما عليه المفوّضة من المعتزلة حيث يتركون هذا القيد، ويقولون:

إنّه يكون للعبد بقدرته وإن تعلّقت مشيّة بعدمه إلّاأن يجبره.

والاستطاعة في هذا الخبر هو هذا حيث وقع فيه سبب وارد من اللَّه حيث لم يتعلّق بمنافيه بل تعلّق به، وبطل ما عليه المفوّضة من التفويض بكلا معنييه حيث اعتبروا في معنى الثاني عدم توقّف فعل العبد على إذنه تعالى ومشيّته. وفي المعنى الأوّل عدم قدرته تعالى على صرف العبد عن فعله إلّابالقسر والإلجاء.

ثمّ إنّ الاستطاعة المنفيّة في سورة الكهف بقوله تعالى حكاية عن الخضر عليه السلام خطاباً لموسى: «إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً»[1] وفي سورة بني إسرائيل: «فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا»[2] محمولة على هذا المعنى.

وثانيها: التمكّن من الشي‌ء، وهو معناها لغة، ويسمّى بالفارسيّة «توان» و «توانايى».

وثالثها: آلة في الحال يظنّ بحسبها أنّه استحقّوا القدرة على شي‌ء في حال بعد تلك الحال إن لم يترك ذو الآلة باختياره شيئاً ممّا يقدر عليه من الشروط لذلك الشي‌ء كما في قوله تعالى: «وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»[3] كما سيأتي في خامس باب استطاعة الحجّ من كتاب الحجّ.

قال: فسّر لي. [ص 161 ح 1]

أقول: أي‌أوضح لي مثال هذا أي‌عدم تحقّق الاستطاعة بدون سبب وإرادةٍ من اللَّه مع‌


[1]. الكهف( 18): 67.

[2]. الإسراء( 17): 48.

[3]. آل عمران( 3): 97.

اسم الکتاب : الحاشية علی اصول الكافي (العاملي) المؤلف : العلوي العاملي، السيد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 391
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست