أقول: أراد به الردّ على
قوله عليه السلام: «لم يقل في كتبه إنّه المحمول» بأنّ هاتين الآيتين تدلّان على
كونه محمولًا بالواسطة توهّماً منه أنّ المراد بالعرش السرير الذي يجلس عليه
الملك، وأنّه تعالى جالس عليه، فحملة العرش يكونون حاملين له تعالى أيضاً، فقد
أجاب عليه السلام عنه بقوله: «العرش ليس هو ...». أيليس حمل العرش حَمْلَ اللَّه.
قال عليه السلام: ثمّ
إضاف الحمل. [ص 131 ح 2]
أقول: بكسر الهمزة مصدر
كإقام حذف عنه التاء واضيف إلى «الحمل إلى غيره» وهو مبتدأ[1]. وقوله: «خلق» خبر عنه يعني نسبة
الحمل إلى غيره لا يوجب خروجه عن ملكوته وسلطانه، بل هو من تدبيره.
قال عليه السلام:
وخلقاً. [ص 131 ح 2]
أقول: معطوف على «خلقه».
الخلقة- بكسر الخاء وسكون اللام وفتح القاف بعدها الهاء-: الفطرة[2] بمعنى الفطور، وفي ترجيح هذا الوصف
إشارة إلى أنّهم خلقوا خلقة صالحة لذلك.
قال عليه السلام:
يسبّحون حول عرشه. [ص 131 ح 2]
أقول: لعلّه يشير به إلى
قوله تعالى: «ومن حوله» في قوله تعالى في سورة المؤمن:
أقول: إمّا مرفوع على أن
يكون خبراً آخر لقوله: «هم» ويؤيّده قوله تعالى في سورة الزمر: «وَ تَرَى
الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ»[4] وإمّا