responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حكمت نامه لقمان المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 166

252. الإمام الصادق عليه السلام: قالَ لُقمانُ لِابنِهِ: إذا سافَرتَ مَعَ قَومٍ فَأَكثِرِ استِشارَتَكَ إيّاهُم في أمرِكَ و امورِهِم، و أكثِرِ التَّبَسُّمَ في وُجوهِهِم، و كُن كَريماً عَلى زادِكَ.

و إذا دَعَوكَ فَأَجِبهُم، و إذَا استَعانوا بِكَ فَأَعِنهُم، وَ اغلِبهُم بِثَلاثٍ: بِطولِ الصَّمتِ، و كَثرَةِ الصَّلاةِ، و سَخاءِ النَّفسِ بِما مَعَكَ مِن دابَّةٍ أو مالٍ أو زادٍ.

و إذَا استَشهَدوكَ عَلَى الحَقِّ فَاشهَد لَهُم، وَ اجهَد رَأيَكَ لَهُم إذَا استَشاروكَ ثُمَّ لا تَعزِم حَتّى تَثَبَّتَ و تَنظُرَ، و لا تُجِب في مَشوَرَةٍ حَتّى تَقومَ فيها و تَقعُدَ و تَنامَ و تَأكُلَ و تُصَلِّيَ و أنتَ مُستَعمِلٌ فِكرَكَ و حِكمَتَكَ في مَشوَرَتِهِ، فَإِنَّ مَن لَم يُمحِضِ النَّصيحَةَ لِمَنِ استَشارَهُ سَلَبَهُ اللّهُ تَبارَكَ و تَعالى رَأيَهُ، و نَزَعَ عَنهُ الأَمانَةَ.

و إذا رَأَيتَ أصحابَكَ يَمشونَ فَامشِ مَعَهُم، و إذا رَأَيتَهُم يَعمَلونَ فَاعمَل مَعَهُم، و إذا تَصَدَّقوا و أعطَوا قَرضاً فَأَعطِ مَعَهُم، وَ اسمَع لِمَن هُوَ أكبَرُ مِنكَ سِنّا، و إذا أمَروك بِأَمرٍ و سَأَلوكَ فَقُل: نَعَم و لا تَقُل: لا، فَإِنَّ لا عِيٌّ و لُؤمٌ.

و إذا تَحَيَّرتُم في طَريقِكُم فَانزِلوا، و إذا شَكَكتُم فِي القَصدِ فَقِفوا، و تَآمَروا، و إذا رَأَيتُم شَخصاً واحِداً فَلا تَسأَلوهُ عَن طَريقِكُم و لا تَستَرشِدوهُ، فَإِنَّ الشَّخصَ الواحِدَ فِي الفَلاةِ مُريبٌ، لَعَلَّهُ أن يَكونَ عَيناً لِلُّصوصِ، أو يَكونَ هُوَ الشَّيطانَ الَّذي حَيَّرَكُم، وَ احذَرُوا الشَّخصَينِ أيضاً إلّا أن تَرَوا ما لا أرى؛ فَإِنَ‌

العاقِلَ إذا أبصَرَ بِعَينِهِ شَيئاً عَرَفَ الحَقَّ مِنهُ، وَ الشّاهِدَ يَرى ما لا يَرَى الغائِبُ.

يا بُنَيَّ، و إذا جاءَ وَقتُ صَلاةٍ فَلا تُؤَخِّرها لِشَي‌ءٍ، و صَلِّها وَ استَرِح مِنها؛ فَإِنَّها دَينٌ. و صَلِّ في جَماعَةٍ و لَو عَلى رَأسِ زُجٍّ. و لا تَنامَنَّ عَلى دابَّتِكَ؛ فَإِنَّ ذلِكَ سَريعٌ في دَبرِها، و لَيسَ ذلِكَ مِن فِعلِ الحُكَماءِ إلّا أن تَكونَ في مَحمِلٍ يُمكِنُكَ التَّمَدُّدُ لِاستِرخاءِ المَفاصِلِ، و إذا قَرُبتَ مِنَ المَنزِلِ فَانزِل عَن دابَّتِكَ، وَ ابدَأ بِعَلَفِها قَبلَ نَفسِكَ، و إذا أرَدتَ النُّزولَ فَعَلَيكَ مِن بِقاعِ الأَرضِ بِأَحسَنِها لَوناً، و أليَنِها تُربَةً، و أكثَرِها عُشباً.

و إذا نَزَلتَ فَصَلِّ رَكعَتَينِ قَبلَ أن تَجلِسَ، و إذا أرَدتَ قَضاءَ حاجَةٍ فَأَبعِدِ المَذهَبَ فِي الأَرضِ، و إذَا ارتَحَلتَ فَصَلِّ رَكعَتَينِ، و وَدِّعِ الأَرضَ الَّتي حَلَلتَ بِها، و سَلِّم عَلَيها و عَلى أهلِها؛ فَإِنَّ لِكُلِّ بُقعَةٍ أهلًا مِنَ المَلائِكَةِ.

و إنِ استَطَعتَ أن لا تَأكُلَ طَعاماً حَتّى تَبدَأَ فَتَتَصَدَّقَ مِنهُ فَافعَل، و عَلَيكَ بِقِراءَةِ كِتابِ اللّهِ عَزَّ و جَلَّ ما دُمتَ راكِباً، و عَلَيكَ بِالتَّسبيحِ ما دُمتَ عامِلًا، و عَلَيكَ بِالدُّعاءِ ما دُمتَ خالياً.

و إيّاكَ وَ السَّيرَ مِن أوَّلِ اللَّيلِ، و عَلَيكَ بِالتَّعريسِ وَ الدُّلجَةِ مِن لَدُن نِصفِ اللَّيلِ إلى آخِرِهِ، و إيّاكَ و رَفعَ الصَّوتِ في مَسيرِكَ.[1]


[1] الكافي: ج 8 ص 348 ح 547، كتاب من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 298 ح 2505، بحار الأنوار: ج 13 ص 422 ح 18.

اسم الکتاب : حكمت نامه لقمان المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست