[٨]
قال المحقّق الشعراني في هامش الوافي : « قوله : إنّ أعوان الظلمة
يوم القيامة. موضع السؤال البناء وكري النهر وإصلاح المسنّاة ، ولا ريب أنّ أمثال
تلك في معرض الظلم ، ولا يخلو من يرتكب ذلك غالباً عن التصرّف في أرض مغصوبة
وإفساد الزرع والإجحاف بحقوق الناس ، وإعانة الظالم في الظلم قبيحة وإن لم تستلزم
ولاية.
والحقّ
أنّ بين الولاية من قبل الظالم وإعانته على الظلم عموماً من وجه ، ومورد الاجتماع
معلوم ، مورد الافتراق ما يكون فيه الإعانة بغير ولاية ، كمورد السؤال من كري
النهر وإصلاح المسنّاة ، أو تكون الولاية بغير إعانة ، كوالٍ مستقلّ في عمله ، يعلم من نفسه أنّه لا يصير
مجبوراً في ولايته على ارتكاب محرّم ، كما ذكره العلاّمة ونقلناه آنفاً ، وإن أبيت
إلاّعن صدق الإعانة على الوالي من قبلهم مطلقاً وإن عمل بالحقّ ، فلا ريب في كونه
مستثنى من الحكم ، كما سبق.
ويعلم بذلك
أنّ إعانة الظالم في غير الظلم جائزة ؛ لأنّ المتبادر من المنع الإعانة على الظلم
، كما أنّ إعانة الفسّاق يتبادر منها الإعانة على الفسق ، لا على المباح والواجب ،
فإذا أراد فاسق أن يصلّي جاز إحضار الماء لوضوئه وهدايته للقبلة بلا إشكال ».
[٩]
« السرادق » : كلّ ما أحاط بشيء من حائط أو مَضْرَبٍ أو خِباء. النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ( سردق ).