بعض
عقائده ، إمّا في التوحيد ، أو في النبوّة ، أو في الإمامة ، أو في المعاد ، أو في
غيرها من اصول الدين ، مع تعصّبه في ذلك وإتمام الحجّة عليه لكمال عقله وبلوغ
الدعوة إليه ، فحصلت هنا واسطة هي أصحاب الكبائر من الإماميّة والمستضعفين من
العامّة ومن لم تتمّ عليهم الحجّة من سائر الفرق ، فهم يحتمل دخولهم النار وعدمه ،
فهم وسائط بين المؤمن والكافر.
أو
المراد بالمؤمن الإماميّ الصحيح العقيدة ، والكافر ما مرّ بناءً على ما مرّ في
كثير من الأخبار أنّ الشيعة لاتدخل النار وأنّما عذابهم عند الموت وفي البرزخ وفي
القيامة ، فالواسطة من تقدّم ذكره سوى أصحاب الكبائر ، وزرارة كان ينكر الواسطة
بإدخال الوسائط في الكافر ، أو بعضهم في المؤمن وبعضهم في الكافر ، وكان لايجوّز
دخول المؤمن النار وغير المؤمن الجنّة ، ولذا لم يتزوّج بعد تشيّعه ؛ لأنّه كان
يعتقد أنّ المخالفين كفّار لايجوز التزوّج منهم ، وكأنّه تمسّك بقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ
فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) [ التغابن
(٦٤) : ٢ ] وبقوله تعالى : (
فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) [ الشورى (٤٢) : ٧ ] والمنع عليهما ظاهر ».
[١]
في « ج ، د ، ز ، ص ، بس ، بف » وشرح المازندراني : « فيدخلها ». ولكن يأباه لفظة
« إلاّ ». وفي حاشية « بر » : « فلم يدخلها ».
[٢]
في « ج ، د ، ص ، بر ، بف » والوافي : + / « قال ».
[٦]
في الوافي : « شيخ » يعني به الإمام عليهالسلام ؛ يعني لايعلم طريق المجادلة. « فيمن
أقرّ لك بالحكم » يعني قال لك : أناعلى مذهبك ، كلّ ما حكمت عليّ أن أعتقده ،
أعتقده وأدين الله به. « أتقبله » يعني تحكم عليه بالإيمان بمجرّد تقليده إيّاك ،
وكذا القول في الخدم والأهلين ، فعجز زرارة عن الجواب ، فعلم أنّه الذي لاعلم له
بالخصومة دون الإمام عليهالسلام . وانّما عجز عن الجواب
لأنّه كيف يحكم عليهم بالإيمان بمجرّد التقليد المحض من دون بصيرة؟ وكيف يحكم
عليهم بالكفر وهم يقولون : إنّا ندين بدينك ونقرّ لك بكلّ ما تحكم علينا؟ فثبت
المنزلة بين المنزلتين قطعاً ». وللمزيد راجع : شرح
المازندراني
، ج ١٠ ، ص ٤٩ ـ ٥٠ ؛ مرآة العقول ، ج ١٠ ، ص ١١٥ ـ ١١٦.
اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 4 صفحة : 141