responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 646

بهم بل هو منهم ثمّ يَتَدارَكُه السعادةُ، وقد يُسْلَكُ بالشقيّ في طريق السعداء حتّى يقولَ الناس: ما أشْبَهَهُ بهم، بل هو منهم ثمّ يَتدارَكُه الشقاءُ، إنّ مَن كَتَبَهُ اللَّهُ سعيداً وإن لم يَبْقَ من الدنيا إلّافُوَاقُ ناقةٍ خَتَمَ له بالسعادة».

باب الخير و الشرّ

1. عدّة من أصحابنا، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد، عن ابن محبوب وعليّ بن الحكم، عن معاويةَ بن وَهْبٍ، قال: سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول: «إنَّ ممّا أوحى اللَّه إلى موسى عليه السلام وأنزَلَ عليه في التوراة: أنّي أنا اللَّه لا إلهَ إلّاأنا، خلقتُ الخلقَ وخلقتُ الخيرَ وأجرَيْتُه على يَدَيْ من احِبُّ، فطوبى لمن أجْرَيْتُه على يديه، وأنا اللَّه لا إله إلّاأنا، خَلقتُ الخلقَ وخَلقتُ‌

(بل هو منهم) أي بل حتّى يقولوا هو منهم حين ظنّوا أنّه منهم (ثمّ يتداركه السعادة) الفطريّة بالتوبة والرجوع إلى الحقّ، وصارت خاتمته بالخير.

والمراد بقوله: (ثمّ يتداركه الشقاء) أنّه يتداركه الرجوع عن الحقّ إلى الباطل من المعصية والكفر.

وقوله: (من كتبه اللَّه سعيداً) إمّا المراد من علمه اللَّه سعيداً، أو من كتبه اللَّه في اللوح المحفوظ سعيداً، أو من جعله وخلقه اللَّه سعيداً بالمعنى الذي ذكرنا آنفاً.

الفُواق- كغراب وقد يفتح-: ما بين الحَلْبَتَيْن من الوقت، أو ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع.

وقوله: (ختم له بالسعادة) أي ختم له بمقتضى السعادة من الخير، وفي الكلام اختصار، أي ومن كتبه اللَّه شقيّاً وإن لم يَبْقَ من الدنيا إلّافُواقُ ناقةٍ ختم له بالشقاء.

[باب الخير و الشرّ]

قوله: (وخلقتُ الخير)

أي فعل الحسن؛ لما عرفت من أنّ أفعال العباد بمجموع القدرتين والإرادتين المؤثّرتين (وأجريته على يدي من احبّ) أي أجريته بالإقدار والتمكين على يدي من اريد، واحبّ‌

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 646
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست