responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 645

ولم يَقْدِروا أن يَأتوا حالًا تُنْجيهم من عذابه؛ لأنّ علمَه أولى بحقيقةِ التصديقِ، وهو معنى شاء ما شاء، وهو سِرُّه».

4. عدّة من أصحابنا، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سُوَيدٍ، عن يحيى بن عِمرانَ الحلبيّ، عن مُعلّى أبي عثمان، عن عليّ بن حَنظلةَ، عن أبي‌عبد اللَّه عليه السلام، أنّه قال: «يُسْلَكُ بالسعيد في طريقِ الأشقياء حتّى يقولَ الناس: ما أشْبَهَهُ‌

عنهم. قال بعض الفضلاء:

أي ليس أفعالهم بغلبتهم على اللَّه، أو غفلة منه. ويحتمل أن يراد أنّه لا يواقع الأشقياء بشقائهم ما لم يعلمه اللَّه تعالى بعلمه السابق الأزلي فيندم تعالى على خلق الشقاء فيهم؛ لمحاربتهم اللَّه. انتهى.

وذلك كما ترى.

وقوله: (ولم يقدروا أن يأتوا) إلخ أي لم يقدروا أن يأتوا (حالًا) أي السعادة في أنفسهم (تنجيهم من عذابه).

وقوله: (لأنّ علمه) إلخ أي لأنّ علمه تعالى باستحقاقهم واستعدادهم لوجود الشقاء فيهم، وعدم استحقاقهم واستعدادهم لوجود السعادة فيهم (أولى) بالوقوع أولويّةً تنتهي إلى حدّ الوجوب، فيجب أن يقع في الواقع ما في علمه تعالى، ولن يقدروا بإحداث السعادة في أنفسهم، فينجيهم عن عذابه، عبّر عن الواقع (بحقيقة التصديق) مجازاً؛ لأنّ التصديق اليقيني إنّما يكون إذا كان مطابقاً للواقع، فكان الواقع هو حقيقة التصديق.

وقوله: (وهو معنى شاء ما شاء) أي خلق السعادة لبعض، والشقاء لبعض باستحقاقهم معنى شاء ما شاء، وسرّ ذلك الاستحقاق لا يعلمه إلّااللَّه تعالى، ولا يجوز السؤال عنه، وويل لمن يقول: كيف وكيف.

قوله: (يسلك بالسعيد في طريق الأشقياء)

وهو طريق المعاصي بل الكفر (حتّى يقول الناس: ما أشبهه بهم) حين ظنّوا أنّه ليس منهم‌

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 645
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست