اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي الجزء : 1 صفحة : 579
لأنّه محيط، والجسماني لا قدر[1] له إذا قيس بالمجرّد؛
فإنّه لا يكون له تلك الكبرياء والعظمة والقدرة والجلالة الغير المحدودة والأفعال
الإبداعيّة تعالى اللَّه عن أن يوصف بصفة طبيعيّة أو نفسانيّة أو عقليّة، وبأن
يكون ذاته ذاتاً يؤثّر فيها شيء، أو
باب إطلاق القول بأنّه
شيءباب إطلاق القول بأنّه شيء
1. محمّد بن يعقوب، عن
عليّ بن ابراهيمَ، عن محمّد بن عيسى، عن عبدالرحمن بن أبي
يلحقها[2] لاحق من
خارج، أو يوصف بانفعال البتّة، بل هو فعل محض، فلا يوصف إلّابالخيريّة، لا على
أنّها[3] شيء يلحق
ذاته، بل هي نفس ذاته، فهي سبب إيجاده لكلّ موجود، والأجسام الفلكيّة يعمّها
جميعاً الجسميّة والشكل المستدير والحركة على الاستدارة، وأنّ أفعالها[4] بالطبيعة
لا بالقصد، فإنّ ما يقع[5] عنها إنّما
يقع من طبيعة حركاتها وقواها إلّاأنّها عالمة بما يقع من حركاتها وتشكّلها
بأشكالها المختلفة وممازجاتها[6]. انتهى
كلامه، فتأمّل.
[باب إطلاق القول
بأنّه شيء]
قوله: (باب إطلاق
القول بأنّه شيءٌ)
أقول: هذا الباب ردّ على
ما ذهب إليه بعض القدماء من المتكلّمين؛ فإنّهم بالغوا في التنزيه حتّى امتنعوا عن
إطلاق اسم الشيء بل العالم والقادر وغيرهما على اللَّه تعالى؛ زعماً منهم أنّه
يوجب إثبات المثل له تعالى، وليس كذلك؛ لأنّ المماثلة إنّما تلزم لو كان المعنى
المشترك بينه وبين غيره فيهما على السواء، ولا تساوي بين شيئيّته وشيئيّة غيره،
ولا بين علمه وعلم غيره، وكذا جميع الصفات كما صرّح به الأئمّة عليهم السلام.
وأشنع من ذلك امتناع
الملاحدة عن إطلاق اسم الموجود عليه تعالى.
ثمّ معنى إطلاق القول
أنّه لا يحتاج إطلاق لفظ «شيء» فيه إلى قرينة كاحتياج إطلاق