اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي الجزء : 1 صفحة : 578
يجوز[1] أن يكون
الجسم علّة فاعليّة لنفسه، وأيضاً[2] يجب أن
يقترن به صورة اخرى حتّى يظهر وجوده على ما عرفت، والجسم لا فعل له بذاته، بل
بقواه التي تكون فيها[3]، وهو[4] محدود
متناهٍ، والمحدود يجب أن يكون محدود القوّة والقدرة، متناهيَ الفعل، ويكون فعله
زمانياً وشيئاً بعد شيء لا إبداعياً، ويكون متغيّراً لا محالة؛ لأنّه متحرّك،
والحركة تغيّر [و] فائت ولاحق، والجسماني يحاط به، ويدرك أحواله، ويمكن معرفته،
لأنّه يكون متناهياً[5]، والمتناهي
محاط به، فلا يوصف بالعلوّ الغير المتناهي، وبالمجد والقدرة والعظمة الغير
المتناهية، وبالعلم البسيط المحيط بجميع الأشياء، وبالفعل المطلق؛ لأنّ فيه ما
بالقوّة، ويكون لا محالة له قوىً إمّا طبيعيّة وإمّا نفسانيّة، ويكون له تخيّل
وتوهّم، وبعض القوى يصدّه عن استعمال بعض القوى.
وعلى الجملة، فإنّه لا
يكون متحقّقاً بذاته ولوازم ذاته، ويوصف بالانبعاث للفعل بعد أن لم يكن،
وبالتغيّر، وبالإدراك الجزئي، وفعل الجزئي، ويوصف باكتناف الأعراض له، وأنّه يفعل
أفعاله بمجموع مادّته وصورته وطبيعته أو[6]
نفسه، ولا يفعل[7] إلّابعد أن
يستشرك المادّة في فعله، ويفعل بمباشرة ووضع. والجسم الفلكي وإن كان يفعل في كلّ
جسم فلأنّ لكلّ جسم عنده وضعاً؛ فلذلك يؤثّر فيه؛