responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 557

التوحيد؛ لأنّ معناه حينئذٍ أنّه لا يستحقّ العبوديّة إلّاالذات المستجمعة لجميع الكمالات التي تنحصر[1] في فرد.

والثاني: اختيار أنّه عَلَم للذات المقدّسة باعتبار كثرة استعماله فيها، بل باعتبار انحصار مفهومه في هذا الفرد، وكان أصله عَلَماً للجنس، ففي كلمة التوحيد مستعمل في المعنى الأوّل، وفي المواضع الاخر في المعنى الثاني، وحينئذٍ ارتفع الإشكال بالكلّيّة، هذا.

ثمّ اختلف في أنّ «لا» هذه تستدعي‌[2] خبراً أم لا؟ فهنا مسلكان:

الأوّل: أن يكون لها خبر وهو إمّا محذوف، أو مذكور.

فعلى الأوّل يرد عليه إشكال وهو أنّ الخبر المحذوف إمّا «موجود» يعني لا إله موجود إلّا اللَّه، فلا يلزم منه نفي إمكان إله غير اللَّه، ولا شكّ في أنّ القول بإمكانه كفر، فلا تفي الكلمة بالتوحيد.

أو «ممكن» يعنى لا إله ممكن إلّااللَّه، فلا يدلّ على وجوده تعالى، فلا تفي بالتوحيد؛ لأنّ التوحيد إنّما هو التصديق بوجوده تعالى ونفي الشريك عنه. على أنّه حينئذٍ يدلّ على إمكانه تعالى، وهو باطل قطعاً، إلّاأن يحمل الإمكان على الإمكان العامّ المقيّد بجانب الوجود؛ أعني سلب ضرورة الطرف المقابل له؛ يعني طرف العدم، وحينئذٍ يكون معناه: ليس إله لا يكون ضروري العدم إلّااللَّه.

ولا يذهب عليك أنّه على هذا وإن لم يلزم إمكانه المحال، ويدلّ على امتناع شريكه تعالى لكن لا يدلّ صريحاً على وجوده تعالى؛ لأنّ عدم ضرورة عدمه أعمّ من ضرورة وجوده وعدم ضرورة وجوده أيضاً، فلا تفي بالتوحيد.

أو أمر مخصوص مثل «لنا» أو «للخلق»؛ يعني لا إله لنا أو للخلق إلّااللَّه. فمع عدم القرينة المحذور باقٍ‌[3].


[1]. في النسخة:« ينحصر».

[2]. في النسخة:« يستدعي».

[3]. وهو أنّه لا يلزم منه نفي إمكان إله غير اللَّه، والقول بإمكانه كفر، فلا تفي الكلمة بالتوحيد.

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 557
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست