اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي الجزء : 1 صفحة : 556
خاتمة في بيان ما يتعلّق بالكلمة الدالّة على التوحيد، أي
كلمة لا إله إلّااللَّه
اعلم أنّ «لا» فيه لنفي
الجنس. وإله صفة عند الراغب[1] من «أَلَه»
بمعنى «عَبَدَ»، واسم جنس عند صاحب الكشّاف؛ لعدم وقوعه صفة، ووقوعه موصوفاً.
قيل:
اللَّه علم للذات
المقدّسة؛ إذ لو جعل اسماً للجنس أو علماً له، لم يفد التوحيد.
لا يقال: على هذا يكون
معنى «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»[2] أنّ هذا الشخص
المعيّن واحد ولا معنى له.
لأنّا نقول: ليس معنى
الأحد معنى الواحد، بل يجوز أن يكون معناه أنّه أحديّ الذات لا جزء له أصلًا،
فيكون المقصود بيان أحديّته تعالى لا وحدانيّته، أو معناه أنّه ليس له شريك. نعم،
يشكل هذا ظاهراً بورود «اللَّه» خبراً في مواضع لا يحسن فيها وقوع العَلَم خبراً،
كقوله تعالى: «هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ»[3] وقوله تعالى:
«هُوَ اللَّهُ
الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ»[4] وغير ذلك من
الآيات.
انتهى.
أقول: يمكن الجواب عنه
بوجهين:
الأوّل: اختيار أنّ
«اللَّه» عَلَم للجنس، أي للذات المستجمعة لجميع الصفات الكماليّة التي منها
الوجوب الذاتي، وهو واحد عند المشركين كعبدة الأصنام وغيرهم، فالكلمة تفيد
[1]. مفردات ألفاظ القرآن، ص 82( أله). وعنه
الدواني في رسالة تهليليّه المطبوع في مجموعه رسائل فارسى، ج 2، ص 16. وكذا استفاد
من سائر مباحثها في ذيل هذا البحث.