responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 496

يصلح أن يكون شرحاً لهذا الحديث لكنّه في نفسه أتمّ ممّا ذكره صاحب الفوائد.

الطريق الثالث:

ما ذكره بعض الأعلام‌[1] في شرحه حيث قال:

حاصله أنّ الصانع لا بآلة ومباشرة وفعل علاجي يستحيل بديهةً أن يكون ناقصاً، والاثنينيّة فيه يستلزم النقص؛ لأنّه لو كانا اثنين، فلا شكّ أنّ كلًاّ منهما قديم بالذات؛ لأنّ الاحتياج في الوجود إلى الغير أصل كلّ نقص، فلم يكن أحد الشريكين من مصنوعات الآخر.

وهذا إشارة إلى إبطال مذهب المجوس في الاثنينيّة وهو أنّ صانع الخيرات بلا آلةٍ يزدان وهو اللَّه تعالى، وصانع الشرّ بلا آلةٍ أهرمن وهو الشيطان، وأهرمن من محدثات يزدان ومصنوعاته، وكلّ منهما مستقلّ في القدرة على فعله، وحينئذٍ نقول: «لا يخلو» هذان القديمان من «أن يكونا قويّين» أي مستقلّين بالقدرة، على كلّ ممكن في نفسه، سواء كان موافقاً للمصلحة أو مخالفاً، «أو يكونا ضعيفين» ولو في ممكن من الممكنات، أي غير مستقلّين بالقدرة على ممكن ما في نفسه «أو يكون أحدهما قويّاً» على ممكن‌[2] في نفسه «والآخر ضعيفاً» في ممكن من الممكنات، «فإن كانا قويّين فلِمَ لا يدفع» الاستفهام للإنكار، أي يدفع البتّة «كلّ [واحد] منهما صاحبه» عن الشركة «ويتفرّد بالتدبير» لأنّ كون كلّ منهما قويّاً في مقدور واحد مشتمل على التدافع، أي التنافي، فضلًا عن كون كلّ منهما قويّاً في كلّ ممكن؛ لأنّ معنى القوّة والقدرة بالاستقلال كون شخص بحيث لو أراد أيّ مقدوريّة مِن فعلٍ وترك لم يقدر غيره على منافي مراده، فقوّة كلّ منهما في كلّ ممكن مستلزم‌[3] لضعف الآخر في كلّ ممكن، وأن لا يصدر عن الآخر ممكن إلّا بتمكين الأوّل إيّاه وعدم إرادته ضدّه، وهذا تفرّد بالتدبير في كلّ ممكن.


[1]. هو المولى خليل القزويني.

[2]. في المصدر المخطوط:« كلّ ممكن».

[3]. في المصدر المخطوط:« مستلزمة».

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 496
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست