responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 474

الموجودات- التي يمكن أن يقع على خلاف ما هو عليه- ترجّح بلا مرجّح بالضرورة، بخلاف ما إذا انتهى كلّ موجود من تلك الموجودات إلى علّة لا يتصوّر أن يقع على خلاف ما هي عليه، فيمتنع أن يكون علّة إلّالأمر معيّن على وجه مخصوص، أو امور معيّنة على وجوه مخصوصة؛ فإنّ كلًاّ من تلك الموجودات على هذا التقدير لا يمكن أن يكون إلّاعلى وجه اقتضته علّته، فلا يلزم ترجّح بلا مرجّح أصلًا كما لا يخفى. وتلك العلّة- التي لا يمكن أن تقع على خلاف ما هي عليه- مجرّدة، فهي إمّا واجبة بالذات، أو منتهية إلى المجرّد الواجب بالذات، وهو المطلوب. واستبان من ذلك أنّ كلّ موجود يمكن أن يقع على خلاف ما هو عليه فهو ممكن، فالعالم الجسماني بجميع أجزائه ممكن، والواجب بالذات يجب أن لا يمكن، بل لا يتصوّر أن يقع على خلاف ما هو عليه في الواقع؛ فتأمّل تعرف.

و أقول: استبان أيضاً من هذا الدليل أنّ وجود الممكنات على غير الوجه الذي وقعت عليه- سواء فرض أنّه أتمّ من ذلك الوجه الواقع أو أنقص- محال ممتنع بالنظر إلى نفس الأمر والواقع وإن كان ممكناً بحسب ذواتها؛ لأنّ العلّة لا يمكن أن يوجد منها أيّ معلول اتّفق، بل لكلّ علّة معلول خاصّ يناسبه، والعلّة الأوّليّة- التي هي واجب بالذات، ولا يتصوّر وقوعها على خلاف ما هي عليه من جميع الوجوه- هي التي اقتضت وقوع تلك الممكنات على الوجوه الواقعة هي عليها، فوقوعها[1] على غير هذه الوجوه ممتنع بالنظر إلى نفس الأمر، فيستحيل نظام آخر أصلح للعالم وأكمل من ذلك الواقع بالفعل في نفس الأمر؛ فتدبّر.

المنهج العاشر

قد بيّن أنّ النفوس الناطقة الإنسيّة مجرّدة، وهي مع تجرّدها ممكنة محتاجة إلى العلّة على ما يظهر بالرجوع إلى الوجدان كما سلف، والأجرام التي هي أخسّ وأضعف وجوداً


[1]. أي الممكنات.

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 474
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست