responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 475

منها أولى بالإمكان والاحتياج إلى العلّة، وإذا كانت تلك النفوس المجرّدة مع كونها حيّة بالذات تقصر عن إيجاد الجسم، وهو ظاهر لمن يراجع وجدانه، فكيف لا يقصر الجسم الذي هو جوهر ميّت عن إيجاد جسم، فالأجسام كلّها ممكنة معلولة لأمر مجرّد هو أعلى وأشرف من النفوس الإنسيّة، وهو إمّا واجب بالذات، أو منتهٍ إلى مجرّد واجب بالذات، وهوالمطلوب.

وهذا الوجه يحتاج إلى معاضدة حدس؛ فتحدّس.

المنهج الحادي عشر

اعلم أنّ للأجسام لوازم لا تنفكّ عنها في مرتبة من مراتب الوجود كالوضع والحيّز، فإنّا نعلم بالضرورة أنّ الجسم في أيّ مرتبة فرض لا بدّ له من وضع وحيّز ولا يخلو عنهما في شي‌ء من مراتب الوجود، وكذا كلّ جسماني منطبع فيه بالضرورة.

فإذا عرفت هذه نقول: علّة تلك اللوازم ليست نفس ذلك الجسم ولا جسماني منطبع فيه صورة كانت أو غيرها، وإلّا لتقدّم ذلك الجسم، أو الجسماني على تلك اللوازم بالذات، ففي المرتبة المتقدّمة يتجرّد ذلك الجسم، أو الجسماني عن هذه اللوازم بالضرورة، هذا خلف، وعلّتها ليست جسماً ولا جسمانياً آخر خارجاً عن ذلك الجسم؛ لأنّا نعلم ضرورة أنّ تلك اللوازم منبعثة حاصلة من نفس ذلك الجسم لا من خارج، وكلّما زال شي‌ء منها بقاسرٍ عادت بذات ذلك الجسم وطباعه لا بأمر خارج، فعلّتها مجرّد[1] مرتبط بذلك الجسم مدبّر له مخصّص معيّن لهذه اللوازم دون غيرها في ذلك الجسم دون غيره، فلكلّ جسم نفس مجرّد كما ذهب إليه جمع من المحقّقين، ونطق به الكلام المجيد حيث قال اللَّه تعالى في محكم كتابه: «وَ إِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ‌[2]»[3] إلّاأنّ شعور بعض النفوس ضعيف، وبعضها


[1]. كذا. والصواب ظاهراً:« مجرّدة»، وكذا الأوصاف التي تذكر لها.

[2]. في النسخة:« وما من شي‌ء إلّايسبّح بحمده ويقدّس له».

[3]. الإسراء( 17): 44.

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 475
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست