responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 473

ما يدرك بالحسّ، فلها[1] تلك القوى بأسرها لتكون‌[2] مدركة للجزئيات بأقسامها وأنواعها.

فتحقّق أنّ العالم الجسماني بجملة أجزائه حيوان واحد طبيعي مرتبط الأجزاء، إذا حصل في جزء من أجزائه حالة غير ملائمة لذلك الجزء، أو يحصل أمر وحالة غير ملائمة لطبيعة العالم ومقتضاها أحسّت بتلك الحالة المنافية إحساساً يليق بها فوجّهت نفسه توجّهاً تامّاً إلى دفعها وإصلاحها كدفع الظلمة والأشرار إذا كثر منهم الفساد والإفساد في العالم إلى غير ذلك.

ولا يخفى أنّ بهذا الذي قرّرناه يظهر أسرار كثيرة ووجوه للمكافأة والجزاء ودفع الظلمة، ومنع أرباب الفساد، وتأثير دعاء المظلوم، ونفع البرّ والخير وغيرها من أمثالها.

وإذا ثبت أنّ للعالم الجسماني بكلّيّته نفس كلّيّة[3] فنقول: تلك النفس الكلّيّة مجرّدة؛ لاستحالة صدور هذه الأفعال من القوى الجسمانيّة والنفوس الجزئيّة العديمة الشعور مطلقاً، أو بأمثال‌[4] هذه المصالح والمنافع الكلّيّة، ولمّا لم يمكن أن يكون الواجب بالذات نفساً فهي ممكنة، وعلّتها إمّا مجرّد حقّ واجب بالذات، أو ينتهي إليه، وهو المطلوب.

المنهج التاسع‌

أنّا نعلم بالضرورة أنّه يمكن أن يقع كلّ من الموجودات التي نشاهد ونعلم من الأجسام والجسمانيات على وجوه وأنحاء غير الوجه الذي وقع عليه هو بالفعل وليس ذلك الوجه والنحو الواقع كلّ منها عليه مقتضى مهيّاتها؛ لأنّ كلامنا ليس في لوازم المهيّات، فلو لم يكن علّة أوّليّة لا يتصوّر أن يقع على خلاف ما هي عليه حتّى يمتنع أن يكون علّة إلّالأمر معيّن على وجه خاصّ، أو امور متعيّنة على وجوه مخصوصة يلزم من وقوع كلّ من تلك‌


[1]. أي فللنفس.

[2]. في النسخة:« ليكون».

[3]. كذا. والأولى:« نفساً كلّيّة».

[4]. كذا.

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 473
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست