responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 416

قال الرجل: فأخبِرْني متى كانَ؟ قال أبوالحسن عليه السلام: «أخبرني متى لم يَكُنْ فأخبِرَك متى كانَ».

قال الرجل: فما الدليل عليه؟ فقال أبوالحسن عليه السلام: «إنّي‌لمّا نظرتُ إلى جسدي ولم يُمْكِنّي فيه زيادَةٌ ولا نُقصانٌ في العَرْض والطول، ودفعِ المكارهِ عنه، وجَرِّ المنفعةِ إليه، عَلِمْتُ أنَّ لهذا البُنيانِ بانياً، فأقررتُ به،

وحاصل الجواب أنّه إنّما يقال: «متى كان» لما لم يكن ثمّ كان، والمبدأ الأوّل الواجب بالذات يستحيل عليه العدم، ولم يصحّ أن يقال فيه: «لم يكن» حتّى يصحّ أن يقال فيه: «متى كان».

ولمّا زالت شبهة الرجل في إنكار المبدأ الواجب ووهمه فيه، سأل عن الدليل على وجوده تعالى بقوله: (فما الدليل عليه؟) وأجابه عليه السلام بقوله: (إنّي لمّا نظرتُ إلى جسدي) إلخ.

وهذا تنبيه على وجود الصانع المبدأ الأوّل، وبرهان على وجود الواجب بالذات بوجوه:

الوجه الأوّل [استدلال بما يجده في بدنه من أحواله و انتظام تركيبه‌]

و هو ما أشار إليه عليه السلام بقوله: (إنّي لمّا نظرتُ إلى جسدي) إلى قوله: (مع ما أرى من دوران الفلك)- استدلال بما يجده في بدنه من أحواله وانتظام تركيبه واشتماله على ما به صلاحُه ونظامه وعدم استنادها إلى نفسه؛ لكونها من آثار القدرة وعدم قدرته عليها.

على أنّ لهذا البنيان بانياً صانعاً قادراً على إيجاده، فإن كان صانعه واجب الوجود بالذات فهو المطلوب، وإلّا فكان ممكناً، وكلّ ممكن موجود محتاج في وجوده إلى مؤثّر موجود مباين له خارج عنه بالضرورة، أو بحكم المقدّمات السالفة، وننقل الكلام إلى مؤثّره وهكذا، فإمّا أن تنتهي سلسلة الممكنات المعلولة إلى الواجب وهو المطلوب، أو يدور وهو محال؛ لاستحالة توقّف الشي‌ء، أو تقدّمه على نفسه، أو يتسلسل ويلزم منه وجود معلول بلا علّة؛ لأنّ سلسلة المعلولات على هذا التقدير زائد على سلسلة العلل بواحد هو المعلول الأخير، وهو محال؛ لاستحالة تحقّق المعلول بدون العلّة بالضرورة.

توضيح ذلك أنّ العلّة والمعلول متضايفان لا يمكن تحقّق علّة من حيث هي علّة بدون‌

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 416
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست