responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 415

الضدّين كالحركة والسكون ونحوهما، وإمّا أن لا يتّصف بشي‌ء، فيلزم انتفاء بعض لوازم الأجسام، مع أنّ الضدّين قد يكونان بحيث يمتنع خلوّ الجسم عنهما، وإمّا أن يتّصف بالبعض دون البعض، فيلزم احتياج الواجب في صفاته إن كان ذلك لمخصّص، ويلزم الترجيح بلا مرجّح إن كان لا لمخصّص.

الرابع: أنّه لو كان جسماً لكان متناهياً؛ لما ثبت في موضعه من تناهي الأبعاد، فيكون شَكلًا؛ لأنّ الشَكل عبارة عن هيئة إحاطة النهاية بالجسم، وحينئذٍ إمّا أن يكون على جميع الأشكال وهو محال، أو على البعض دون البعض لمخصّص، فيلزم الاحتياج أوّلًا لمخصّص، فيلزم الترجيح بلا مرجّح.

لا يقال: هذا وارد في اتّصاف الواجب بصفاته دون أضدادها؛

لأنّا نقول: صفاته صفات كمال يتّصف بها لذاته، وأضدادها صفات نقص يتنزّه عنها لذاته، بخلاف الأضداد المتواردة على الأجسام، فإنّها قد تكون متساوية الأقدام.

إذا عرفت هذه، فلنرجع إلى المطلوب، فحاصل قوله عليه السلام أنّ المتعالي عن الإحساس- الذي جعلتَه مانعاً للربوبيّة وباعثاً على إنكارك- مصحّحٌ للربوبيّة، ودالٌّ على اختصاصه بصحّة الربوبيّة بالنسبة إلى الأشياء التي يصحّ عليها أن يحسّ.

ولمّا أزال عليه السلام وهمه من جهة الكيفيّة والأينيّة، أراد الإيراد من جهة الزمان، وقال الرجل:

«فأخبِرْني متى كان؟» وهذا سؤال عن ابتداء زمان وجوده وكونه.

وسقط من نسخ الكافي التي رأيناها جواب هذا السؤال، والسؤالُ الذي أجاب عنه عليه السلام بقوله: «إنّي لمّا نظرت إلى جسدي» إلخ والساقط موافقاً لما أورده الصدوق من هذه الرواية في عيون أخبار الرضا هكذا: «قال أبو الحسن عليه السلام: أخبرني متى لم يكن فاخبرك متى كان؟ قال الرجل: فما الدليل عليه؟»[1] انتهى‌[2].


[1]. عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 120، باب 11، ح 28؛ كتاب التوحيد، ص 251، باب 36، ح 3.

[2]. هذه العبارة وردت في الكافي المطبوع.

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 415
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست