اسم الکتاب : ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : العذاري، السيد شهاب الدين الجزء : 1 صفحة : 23
تربية الانسان
واصلاحه وتغييره ، والمسجد خير محيط للانسان للارتباط بالله سبحانه وتعالىٰ
وبعالم الغيب ، حيث يجعل الانسان يعيش أجواءً معنوية وروحية يتعالىٰ فيها
علىٰ أثقال الحياة ويتسامىٰ فيها فكراً
وعاطفة ثمّ سلوكاً.
قال الامام الحسن عليهالسلام : «
من أدام الاختلاف إلىٰ المسجد
أصاب إحدىٰ ثمان : آية محكمة ، وأخاً مستفاداً ، وعلماً مستطرفاً ، ورحمة
منتظرة ، وكلمة تدلّه علىٰ الهدىٰ أو تردّه عن ردىٰ ، وترك الذنوب حياءً
أو خشية »[١].
ولأهمية المسجد في بناء الشخصية
الرسالية تضافرت الروايات عن أهل البيت عليهمالسلام
علىٰ استحباب بناء المساجد ، واستحباب الصلاة فيها ، ووضعوا برنامجاً
متكاملاً في المستحبات والمكروهات التي ينبغي مراعاتها داخل المساجد ، وهي
الحصن الواقي الذي يدفع الانسان للحركة نحو السمو والتكامل.
٥
ـ العلماء
للعلماء سلطان علىٰ الناس وخصوصاً
علماء الدين ؛ لأنّ لهم قدسية خاصة يؤثرون من خلالها علىٰ الأفكار والعواطف
والارادات ، ولهم دور فعّال في بناء
الانسان والتصدي لجميع ألوان الانحراف الذي يهدد فكر المجتمع وسلوكه
ومسيرته التاريخية ، وهم ليسوا مجرد وعاظ ومعلمين لطقوس دينية أو فروض
منطقية ؛ انهم قادة روحيون يتحملون مسؤولية الهداية والاصلاح والتغيير
الشامل.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام في وصفه للعلم : « ... يرفع الله به أقواماً يجعلهم في