اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 69
« وَلِمَ »
؟ قالت : التمس في ذلك الفضل ، فقال : « انصرفي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة عليهاالسلام
أحقّ به منك ، إنّه ليس أحد يسبقها إلى الفضل
» [١].
من كلِّ ما تقدم ، نخرج بفكرة عامة ، هي
أن الإسلام ـ متمثلٌ في القرآن والسُنّة بمعناها الاَعم ، أي قول المعصوم وفعله
وتقريره ـ يؤكد ـ تصريحاً وتلميحاً ـ على ضرورة اتّخاذ الأولاد ، وهو من خلال هذا
التوجه ، يضمن لهم ( حق الوجود ) ، بمعنى : أن يبرزوا من كتم العدم إلى حيّز
الوجود ، حتى تستمر الحياة جيلاً بعد جيل ، إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن
عليها.
أولاً
: حق اختيار والدته :
للولد ـ قبل أن يتلبس بالوجود ـ حقٌ على
أبيه ، وهو أن يختار له أمّاً صالحة ، يستودعها نطفته. وقد ثبت علمياً أنّ الصفات
الوراثية الجسمية والمعنوية تنتقل عن طريق التناسل.
وقد سبق الوحيُ العلمَ في الكشف عن هذه
الحقيقة المهمة ، وحثَّ على تدارك آثارها السلبيّة ، يقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وهو الناطق عن الوحي ـ مُوصياً : « تزوجوا في الحِجْزِ الصّالح
فانّ العرق دسّاس » [٢]. ويقول أيضاً : « تخيروا لنطفكم فإن النساء
يلدن أشباه إخوانهنّ وأخواتهن
» [٣].
فمن الأهمية بمكان أن يختار الأب الزوجة
ذات النسب ، حتى ينقل