اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 70
لولده صفات جسمية
ومعنوية عالية ، تشكل له الدرع الواقي من الانحراف والانجرار وراء ضغط الغرائز
الهابطة ، وأيضاً يوصي الإسلام بأن يختار الوالد أم أولاده من ذوات الدين والإيمان
، فتكون بمثابة صمّام أمانٍ يحول دون جنوح الاطفال عن جادة الحق والفضيلة ، وقد
ضرب الله تعالى لنا مثلاً في امرأة نوح ، التي آثرت الكفر على الإيمان وخانت زوجها
في رسالته ، وكيف أثّرت سلبياً على موقف ابنها من قضية الإيمان برسالة نوح ، وكانت
النتيجة أن أوردته مناهل الهلكة : غَرَقاً في الدنيا ، وعذاباً في الآخرة ! ولقد
دفعت العاطفة الاَبوية نوحاً عليهالسلام
إلى مناداة ابنه ليركب في سفينة النجاة مع سائر أهله ، ولكنه كان خاضعاً لتربية
أمه المنحرفة ولضغط بيئته الكافرة ، فأصرَّ على الكفر ولم يستجب لنداء أبيه المخلص
، وتشبث بالاسباب المادية العادية فاعتقد أنّ اللجوء إلى الجبل سوف ينقذه من الغرق
، فلا الجبل أنقذه. ولا شفاعة أبيه اسعفته ، فكان من المغرقين.
إقرأ هذه الآيات بتمعن : (ونادى نوح ربّه فقال ربِّ إنّ ابني من أهلي وإن وعدك
الحقّ وأنت أحكم الحاكمين * قال يا نوح إنه ليس من أهلك
إنّه عمل غير صالح فلا تسألنِ ما ليس لك به علم انّي اعظك أن تكون من الجاهلين) ( هود ١١ :
٤٥ ).
وهكذا نجد أنّ الأم الكافرة متمثلة في
امرأة نوح عليهالسلام تقف سداً
منيعاً أمام إيمان ولدها ، وتشجعه على عقوق إبيه ، وعدم السمع والطاعة له.
وفي مقابل ولد نوح الذي يمثل الرَّفض
والتمرّد ، نجد اسماعيل ولد ابراهيم عليهماالسلام
يمثل الطاعة والامتثال لتوجهات أبيه ، وذلك عندما أُوحي
اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 70