اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 49
وَرَدَ الأمر القرآني القاضي بالاحسان
إلى الوالدين من أجل رسم علاقة متكافئة بين الطرفين ، لذا وضع حقهم في المرتبة
اللاحقة بعد حقّه تعالى.
وبنظرة أعمق جعل الإحسان إلى الوالدين
المظهر الاجتماعي للعبادة الحقّة ، وكل تفكيك بين العبادة ومظهرها الاجتماعي ،
بالإساءة إلى الوالدين على وجه الخصوص، ولو بكلمة « أُفّ » ، يعني إفساداً للعبادة
.. كما تُفسد قطرة الخلّ العسل.
للأم
حقٌ أكبر :
منح القرآنُ الأم حقاً أكبر ، وذلك لما
تقدمه من تضحيات أكثر. فالاَُم هي التي يقع عليها وحدها عبء ( الحمل والوضع
والارضاع ) وما يرافقهما من تضحيات وآلام ، حيثُ يبقى الطفل في بطنها مدّة تسعة أشهر
على الاغلب في مرحلة الحمل ، يتغذى في بطنها من غذائها ، ويقر مطمئنا على حساب
راحتها وصحتها ، ثم تأتي مرحلة الوضع ، الذي لا يعرف مقدار الألم فيه إلاّ الأم ،
حيثُ تكون حياتها ـ أحياناً ـ مهددة بالخطر ، وتأتي بعدها مرحلة الارضاع والحضانة
وما يتخللها من عناء وسهر. فمن أجل كل ذلك يؤكد الإسلام على الأولاد بضرورة القيام
بحق الأم ، وفاءً بالجميل ، واعترافاً بالفضل. وفي ظل هذه التضحيات كان من الطبيعي
، ان يخصّ القرآن الأم بالعرفان ، ويوصي بها على وجه الخصوص : (ووصَّينا الإنسان بوالديه حملتهُ أُمُّه وهناً على وهنٍ
وفصاله في عامين .. ) ( لقمان ٣١ : ١٤ ) ، وبذلك يؤجج القرآن
وجدان الابناء حتى لا ينسوا أو يتناسوا جهد الآباء وخاصة الأم وما قاسته من عناء ،
ويصبّوا كلَّ اهتمامهم على الزوجات والذرّية.
اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 49