اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 50
ثانياً
: حقوق الوالدين في السُّنة النبوية :
احتلت مسألة الحقوق عموماً وحقوق
الوالدين على وجه الخصوص مساحةً كبيرةً من أحاديث ووصايا النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك للتأكيدات القرآنية المتوالية ،
وللضرورة الاجتماعية المترتبة على الإحسان إليهما ، خصوصاً وأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم اضطلع بمهمةٍ تغييرية كبرى تتمثل
باعادة تشكيل وعي جديد ومجتمع جديد.
ولما كانت الأسرة تشكل لبنةً كبيرة في
البناء الاجتماعي ، وجب رعاية حقوق الوالدين القيِّمَين عليها ، وبدون مراعاة ذلك
، يكون البناء الاجتماعي متزلزلاً كالبناء على الرَّمل.
وعليه ، فقد تصدّرت هذه المسألة الحيوية
سلّم أولويّات التوجيه النبوي ، بعد الدعوة لكلمة التوحيد ، فقد ربط النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بين رضا الله تعالى ورضا الوالدين ،
حتى يعطي للمسألة بعدها العبادي ، وأكد ـ أيضاً ـ بأنّ عقوق الوالدين هي من أكبر
الكبائر ، وربط بين حب الله ومغفرته ، وبين حب الوالدين وطاعتهما ، فعن الإمام زين
العابدين علي بن الحسين عليهالسلام
: « إنّ رجلاً جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
فقال يا رسول الله ما من عمل قبيح إلاّ قد عملته فهل لي من توبة ؟ فقال له رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فهل من
والديك أحد حيٌّ » ؟ قال : أبي ، قال : « فاذهب فبره ». قال : فلمّا ولّى ، قال
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لو كانت
أُمّه » [١].