responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من وحي الثورة الحسينية المؤلف : هاشم معروف الحسني    الجزء : 1  صفحة : 97

المسلمين الذين اشتركوا في فتحها ، وبقي مع النبي بعد رجوعه الى المدينة أشهرا معدودات وبدخول السنة الثامنة للهجرة بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله احد اصحابه وهو الحارث بن عمير بكتاب الى ملك بصري من ارض الشام ، فلما بلغ الرسول مؤتة تعرض له شرحبيل الغساني احد ولاة الروم وقتله ولم يقتل غيره ممن كان يبعثهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى الملوك والامراء ، فاشتد ذلك على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجهز جيشاً من ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة جعفر بن ابي طالب وعين اثنين غيره للقيادة على التوالي فيما لو قتل جعفر وهما زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحه ، وانطلق الجيش الى مشارف الشام يجد في سيره وحينما بلغت أخباره ملك الروم أوعز الى جيوشه بأن ترابط على الحدود بين بلاد الشام والحجاز وحشد عليها اكثر من مائة الف مقاتل ، وكانت المعركة الحاسمة على الحدود في مؤتة فأخذ الراية جعفر وتقدم بمن معه من المسلمين وحمل على تلك الحشود التس ملأت الصحراء بعددها وعتادها فانهزموا بين يديه وظل يطاردهم حتى قطعت يمينه وشماله وخر صريعاً.

وجاء في بعض المرويات انه لما اشتد القتال ، نزل عن فرسه وعقرها فكان كما قيل اول من عقر فرسه في الإسلام ومضى يقاتل راجلا ويقول :

يـا حبـذا الجنـة واقتـرابهـا

طيـبـة وبـارد شـرابهـا

والـروم روم قـد دنـا عذابهـا

كافـرة بعـيـدة انسـابـهـا

علي اذ لاقيتها خرابها

وبعد ان استشهد وجدوا في مقدم جسده اكثر من تسعين ضربة وطعنة وجزع من في المدينة لقتله وبكاه المسلمون وبخاصة اهله وذووه ، فلما رأى ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا تبكوا على اخي بعد اليوم ، ان له جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة فسمي ذا الجناحين والطيار.

اسم الکتاب : من وحي الثورة الحسينية المؤلف : هاشم معروف الحسني    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست