فكيف يَجبر هذا الشعور بالنقص .. الذي لا يُفارقه؟!
وكيف يستر هذه العيوب التي أحاطت به وغَمرته؟
كان الإحساس والشعور ـ بهذه السوابق العفنة ، والملفّات الوسخة ـ يحُزّ في صدر معاوية.
صلابـة أعـلاكِ الذي بَلَلُ الحيـا
به جفّ ، أم فـي لين أسفَلكِ الندي
بَنـي عبد شمسٍ لا سقى الله حفرةً
تضُمـّكِ والفحشـاء في شرّ مَلحَدِ
ألِمّـا تكونـي فـي فُجورك دائماً
بمشغلةٍ عـن غَصـب أبناء أحمد
وراءَك عنهـا لا أبـاً لـكِ إنّمـا
تَقـدّمتِهـا لا عـن تقـدّم سـؤدد
عجِبـتُ لمـن في ذلّة النعل رأسه
بـه يتـراءى عاقـداً تـاج سيـّد
دَعوا هاشمـاً و الفخـر يعقِد تاجه
على الجبهات المستنيرات في الندي
ودونكمـوا والعار ضُمـّوا غِشاءَه
إليكم إلى وجهٍ مـن العـار أسـود
يُرَشّـح لكن لا لشيء سـوى الخَنا
وَ ليـدكم فيمـا يـروح ويغتـدي
وتتـرف لكن للبغـاء نسـاؤكـم
فيُـدنَس منها فـي الدجى كلّ مرقد
و يَسقـي بمـاءٍ حَرثكم غير واحد
فكيـف لكم تُرجـى طهارة مـولد
ذهبتـم بها شنعـاء تبقى وصومها
لأحسابكم خزيـاً لـدى كلّ مشـهد
المصدر : ديوان السيد حيدر الحلي ، طبع لبنان عام ١٤٠٤ هـ ، ص ٧٠.
المحقق