responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 37

ما إن تفاخرت على معدم

ولا تضعضعت لإفلاس [١]

ودلّل الإمام بهذا الشعر على مدى ما يتمتّع به من مكارم الأخلاق التي هي امتداد مشرق لأخلاق آبائه الذين أسّسوا الفضائل والمكارم في دنيا العرب والإسلام.

زهده :

وزهد الإمام الرضا عليه‌السلام في جميع رغائب الحياة ، ومباهج الدنيا ، واتّجه صوب الله تعالى ، وحينما تقلّد ولاية العهد لم يحفل بأي مظهر من مظاهر السلطة ولم يقم لها أي وزن ، وقد اعتبر مشي الرجال خلف الرجل فتنة للتابع ، ومذلّة للمتبوع فلم يرغب في موكب رسمي وكان من أبغض الأشياء وأشدها كراهية عنده أن يقابل بما يقابل به الملوك والخلفاء من مظاهر العظمة والأبّهة ، وقد تحدث عن زهده محمد بن عباد قال : كان جلوس الرضا عليه‌السلام على حصيرة في الصيف وعلى مسح [٢] في الشتاء ولباسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزيا [٣] ويقول الرواة إنّه التقى به سفيان الثوري ، وكان الإمام قد لبس ثوبا من خز ، فأنكر عليه الثوري ذلك وقال له : لو لبست ثوباً أدنى من هذا؟ فأخذ الإمام يده برفق وأدخلها كمّه ، فإذا تحت ذلك الثوب مسح ، وقال عليه‌السلام له : ( يا سفيان الخز للخلق ، والمسح للحقّ .. ) [٤].

لقد كان الزهد في الدنيا من أبرز الذاتيّات في خُلق أهل البيت عليهم‌السلام فقد اتّصلوا بالله ، وانقطعوا إليه ، ورأوا أن غيره زخرف لا يُوصل إلى الحقّ.

سخاؤه :

ولم يكن في الدنيا شيء أحبّ إلى الإمام الرضا عليه‌السلام من الإحسان إلى الناس


[١] المناقب : ج ٤ ص ٣٦١.

[٢] المسح : الكساء من الشعر.

[٣] عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص١٧٨ ، المناقب : ج ٤ ص ٣٦٠.

[٤] المناقب : ج ٤ ص ٣٦٠.

اسم الکتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست