اسم الکتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 36
لقد روى المؤرخون صوراً رائعة من مكارم
أخلاقه فقد رووا أنّه لما كان في خراسان وتقلد ولاية العهد ، التي هي أرقى منصب في
الدولة الإسلامية بعد الخلافة فلم يأمر أحداً من مواليه وخدمه في الكثير من شؤونه
وإنما كان يقوم بذاته في خدمة نفسه ، وقد احتاج إلى الحمام فكره أن يأمر أحداً
بتهيأته ، ومضى إلى حمام في البلد لم يكن صاحبه يعرفه فلمّا دخل الحمام كان فيه
جندي فأزال الإمام عن موضعه ، وأمره أن يصب الماء على رأسه ، ودخل الحمام رجل كان
يعرف الإمام فصاح بالجندي هلكت ، أتستخدم ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ فذعر الجندي ووقع على الإمام يقبّل
أقدامه ، ويقول :
( هلا عصيتني إذ أمرتك .. ).
فتبسّم الإمام في وجهه وقال له برفق
ولطف :
( إنها لمثوبة ، وما أردت أن أعصيك فيما
أثاب عليه .. ) [١].
ومن معالي أخلاقه أنه إذا جلس على مائدة
أجلس عليها مماليكه حتى السايس والبوّاب [٢]
وقد أراد بذلك القضاء على التمايز بين الناس ، وإفهام المجتمع أنهم جميعاً على
صعيد واحد ، وقد اثر عنه من الشعر في ذلك قوله :