اسم الکتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 38
والبر بهم ، فقد كان
السخاء من عناصره ومقوّماته ، وقد ذكر المؤرّخون بوادر كثيرة من كرمه وجوده كان
منها ما يلي :
١ ـ إنّه أنفق جميع ما عنده على الفقراء
حينما كان في خراسان ، وصادف ذلك في يوم عرفة فأنكر عليه الفضل بن سهل وقال له :
إنّ هذا لمغرم ، فأجابه الإمام :
( بل هو المغنم ، لا تحدث مغرماً ما
ابتغيت به أجراً وكرماً ).
إنه ليس من المغرم في شيء صلة الفقير ،
والإحسان إلى الضعيف ابتغاء مرضاة الله ، وإنما المغرم أن ينفق الإنسان أمواله
بغير وجه مشروع ، خصوصاً الإنفاق على ما لا يعود على المجتمع بفائدة.
٢ ـ ومن كرمه أنه وفد عليه رجل فسلّم
عليه ، وقال له : أنا رجل من محبّيك ومحبي آبائك ، مصدري من الحجّ ، وقد نفذت
نفقتي ، وما معي ما أبلغ مرحلة ، فإن رأيت أن ترجعني إلى بلدي ، فإذا بلغت تصدّقت
بالذي تعطيني عنك ، فقام عليهالسلام
ودخل حجرة في داره ، ولم يلبث أن أخرج يده ، وقال له : خذه هذه المائتي دينار ،
فاستعن بها في أمورك ونفقتك ، ولا تتصدّق بها عني ، وانصرف الرجل مسروراً قد غمرته
نعمة الإمام ، والتفت بعض الحاضرين إلى الإمام فقال له : لِمَ سترت نفسك عن الرجل
وأخرجت يدك فناولته المال ، ولم تره؟ فقال عليهالسلام
:
( إنما صنعت ذلك مخافة أن أرى ذلّ
السؤال في وجهه ، لقضائي حاجته أما سمعت حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجّة ،
والمذيع بالسيّئة مخذول ، أما سمعت قول الشاعر :