اسم الکتاب : منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال المؤلف : الأسترآبادي، محمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 314
آبائه الأوّلين من النبيّين،
و آبائه الآخرين من الوصيّين عليهم أجمعين رحمة اللّه و بركاته.
فأين
يتاه بكم و أين تذهبون كالأنعام على وجوهكم، عن الحقّ تصدفون و بالباطل تؤمنون و
بنعمة اللّه تكفرون أو تكذبون، فمن[1]
يؤمن ببعض الكتاب و يكفر ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم و من غيركم إلّا خزي في
الحياة الدنيا الفانية و طول عذاب الآخرة[2]
الباقية، و ذلك و اللّه الخزي العظيم.
إنّ
اللّه بفضله و منّه لمّا فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم؛ بل
برحمة منه- لا إله إلّا هو- عليكم ليميز الخبيث من الطيّب، و ليبتلي ما في صدوركم،
و ليمحّص ما في قلوبكم، و لتسابقون[3]
إلى رحمته، و لتتفاضل[4]
منازلكم في جنّته، ففرض عليكم الحجّ و العمرة و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و
الصوم و الولاية، و كفاهم[5] لكم
بابا لتفتحوا أبواب الفرائض و مفتاحا إلى سبيله.
و
لو لا محمّد صلّى اللّه عليه و آله و الأوصياء من بعده لكنتم حيارى كالبهائم، ثمّ[6]
لا تعرفون فرضا من الفرائض، و هل تدخل قرية إلّا من بابها، فلمّا منّ عليكم بإقامة
الأولياء بعد نبيه صلّى اللّه عليه و آله، قال اللّه عزّ و جلّ
[1] في المصدر: ممّن، و في مجمع الرجال 1: 55 نقلا عنه
كما في المتن.