responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 280

هو فعلهم ، وانما يعبدون الاصنام التي هي الاجسام وهي فعل الله بلاشك. فقال لهم (وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ) وخلق هذه الاجسام [١].

وقداتفق الإماميّة مع المعتزلة في مسالة افعال العباد عندما قالوا بان العبد قادرٌ خالقٌ لافعاله خيرها وشرها مستحقٌّ على مايفعله ثواباً وعقاباً في الدار الآخرة ، والرب تعالى منزه ان يضاف إليه شر وظلمٌ وفعلٌ ، هو كفرٌ ومعصيةٌ ، لانه لوخلق الظلم كان ظالماً ، كما لو خلق العدل كان عادلاً [٢].

الحسن والقبح

الحسن والقبيح صفتان كاملتان في ذوات الاشياء ، فبعضها حسن وبعضها قبيح ، وان العقل الذي هو الرسول الباطن يدركهما ، ويحكم بهما قبل ورود الشرع. [٣]

ولهذا فالقبح والحسن عقليان قبل ان يكونا شرعيين ولذا فالانسان باعتباره كائناً عاقلاً وخالقا لافعاله ، فهو مسؤول عنها ، ومثل هذا الراي قالت به المعتزلة فقسموا الافعال إلى حسنة وقبيحة ، وراوا ان الإنسان قادرٌ ان يميز بعقله قبل ورود الشرع بين حسنها وقبيحها [٤]

والى هذا يذهب الشيخ الطوسي اثناء التفسير فيقول عند تفسيره لقوله تعالى : (وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) [٥]

قال :

فيه ابطال لمذهب المجبرة في ان الله تعالى يريد القبيح من افعال العباد لان الله تعالى قطع على كذبهم في ان الله تعالى يشاء عبادتهم للملائكة وذلك قبيح لامحالة وعند المجبرة :


[١] الطوسي ، التبيان ، ج ٨ ، ص ٤٧٠.

[٢] بدوي ، مذاهب الإسلاميين ، ج ١ ، ص ٤٨.

[٣] الطهراني ، الذريعة ، ج ٧ ، ص ١٧

[٤] جار الله ، المعتزلة ، ص ١٠٨.

[٥] الزخرف ( ٤٣ ) الآية ٢٠.

اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست