responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 279

(أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [١]

فقال :

ومن تعلق من المجبرة بقوله (قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) [٢] على ان افعال العباد مخلوقةٌ للّه فقد ابعد ، لان المراد بذلك ماقدمناه من انه تعالى خالق كل شيء يستحق بخلقه العبادة دون مالايستحق به ذلك ، ولوكان المراد ماقالوه لكان فيه حجّةٌ للخلق على الله تعالى وبطل التوبيخ الذي تضمنته الآية إلى من وجه عبادته الاصنام ، لانه اذا كان الخالق لعبادتهم الاصنام هو الله على قول المجبرة فلا توبيخ يتوجه على الكفار ، ولا لوم يلحقهم ، بل لهم ان يقولوا : انك خلقت فينا ذلك فما ذنبنا فيه ، ولم توبخنا على فعلٍ فعلته؟فتبطل حينئذ فائدة الآية [٣].

وهذا المعنى كان قد اكده الشيخ المفيد وهو استاذ مفسرنا حين قال :

« الصحيح عن ال محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان افعال العباد غير مخلوقة للّه ».

من هنا نجد الشيخ الطوسي حين يفسر قوله تعالى : (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) [٤] يقول :

ثم نبههم فقال : واللّه تعالى هذا الذي خلقكم وخلق الذي تعملون فيه من الاصنام ، لانها اجسام ، واللّه تعالى هو المحدث لها ، وليس للمجبرة ان تتعلق بقوله (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) فنقول : ذلك يدل على ان الله خالق لافعالنا ، لامور :

احدها : ان موضوع كلام إبراهيم لهم بني على التقريع لهم لعبادتهم الاصنام ، ولوكان من فعله تعالى لماتوجه عليهم العيب ، بل كان لهم ان يقولوا :

لم توبخنا على عبادتنا للاصنام واللّه الفاعل لذلك فكانت الحجة لهم لا عليهم.

الثاني : انه قال لهم (أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ) ونحن نعلم انهم لم يكونوا يعبدون نحتهم الذي


[١] الرعد ( ١٣ ) الآية ١٦.

[٢] الرعد ( ١٣ ) الآية ١٦.

[٣] الطوسي ، التبيان ، ج ٦ ، ص ٢٣٧.

[٤] الصافات ( ٣٧ ) الآية ٩٦.

اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست