responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 281

اللّه تعالى شاءه. وقدنفاه تعالى عن نفسه وكذبهم في قوله [١].

وفي هذا يقول الشيخ الطوسي عند تفسيره للآية الكريمة.

(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ الله وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ الله وَيَقُولُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [٢]

وقوله (وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ) دلالة على ان المعاصي ليست من عند الله بخلاف ماتقوله المجبرة ، ولا من فعله لانها لوكانت من عنده وليس لهم ان يقولوا انها من عنده خلقاً وفعلاً وليست من عنده انزالاً ولا امراً ، وذلك انها لوكانت من عنده فعلاً او خلقاً لكانت من عنده على اكد الوجوه فلم يجز اطلاقاً النفي بانها ليست من عند اللّه. وكما لايجوز ان تكون من عند الله من وجه من الوجوه لاطلاق النفي بانه ليس من عند الله ، فوجب العموم فيها باطلاق النفي [٣].

وأكّد المفسر هذا المعنى عند تفسيره لقوله تعالى :

(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء الله مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ) [٤]. فقال :

وفي هذه الآية اول دلالة على ان الله لايشاء المعاصي والكفر ، وتكذيب ظاهر لمن اضاف ذلك إلى الله ، مع قيام ادلة العقل على انه تعالى لا يريد القبيح ، لان ارادة القبيح قبيحة ، وهو لايفعل القبيح ، ولان هذه صفة نقصٍ فتعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً [٥].

وبهذا وغيره اكد الشيخ الطوسي على ان المسؤولية تقع على العبد نفسه في اختياره


[١] الطوسي ، التبيان ، ج ٩ ، ص ١٨٨.

[٢] آل عمران ( ٣ ) الآية ٧٨.

[٣] الطوسي ، التبيان ، ج ٢ ، ص ٥٠٩.

[٤] الأنعام ( ٦ ) الآية ١٤٨.

[٥] الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ٣٠٩.

اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست