اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 8 صفحة : 81
المرجوحية فتوًى
ورواية ، كما لا خلاف في المنع التحريمي مع نهي الإمام عنها ، ولا الوجوب العيني
مع أمره وإلزامه بها شخصاً معيّناً ، والكفائي مع أمره بها جماعة ليقوم بها واحد
منهم ، ولا الاستحباب إذا ندب إليها من غير أمر جازم.
وإنما الخلاف في
التحريم في غير الصور المزبورة.
والمشهور بين
المتأخرين الكراهة. ولا يخلو عن قوة ؛ للأصل السليم عمّا يصلح للمعارضة عدا رواية
ضعيفة : عن المبارزة بين الصفين بغير إذن الإمام ، فقال : « لا بأس ، ولكن لا يطلب
ذلك إلاّ بإذن الإمام » [1].
ولكن الأحوط
مراعاتها ، فقد عمل بها الشيخ في النهاية والحلّي وابن حمزة [2].
ويدلّ على رجحان
الاستيذان مضافاً إلى النصّ والوفاق الاعتبار والآثار ، لأنّ الإمام أعلم بفرسانه
وفرسان المشركين ، ومن يصلح للمبارزة ومن لا يصلح لها ، وربما حصل ضرر بذلك ، فإنّه
إذا انكسر صاحبهم كسر قلوبهم ، فينبغي أن يفوّض النظر إليه ليختار للمبارزة من
يرتضيه لها ، فيكون أقرب إلى الظفر وأحفظ لقلوب المسلمين وكسر قلوب المشركين.
قال في المنتهى :
ويؤيّده ما رواه الجمهور : إنّ عليّاً 7 وحمزة وعبيداً استأذنوا النبي 6 يوم بدر [3].