اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 8 صفحة : 26
أو على ما
يعتقدونه ، كما في قوله ( وَإِنَّ فَرِيقاً
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ
كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ )[1] وهذه صفة
المنافقين إجماعاً [2]. انتهى.
وهو حسن وإن خالف
المجاز الأصل ؛ لوجوب المصير إليه بعد قيام الدليل عليه ، وهو الرواية السابقة وإن
ضعف سندها ، لاشتهارها فتوًى وروايةً حتى أنه روتها المشايخ الثلاثة بطرق عديدة.
وفي الظاهر الغنية
وصريح المنتهى : لا خلاف بين المسلمين كافّة في وجوب جهاد البغاة [3]. بل صريح الأخير
أيضاً الإجماع.
وإطلاق العبارة
يقتضي عدم الفرق في الخارج بين القليل والكثير حتى الواحد كابن ملجم لعنه الله.
وبه صرّح في المنتهى والتذكرة كما في المسالك واستحسنه [4] ، وصرّح به أيضاً
في الروضة [5].
وبالجملة : كيفية قتال البغاة مثل قتال المشركين في جميع ما
مرّ ، بلا خلاف يظهر فيه ، (
و ) للنهي أنّه ( يجب مصابرتهم ) من الصبر وهو الحبس ، والمراد به حبس النفس في جهادهم بترك
ما يشبهه من تركه ، فيخالفها بمصابرتهم ( حتى يفيئوا ) إلى الحق ، ويرجعوا إلى طاعة الإمام ( أو يقتلوا ).