( والمرابطة إرصاد لحفظ الثغر ) والمراد به الموضع الذي يكون بأطراف بلاد الإسلام للإعلام
بأحوال المشركين على تقدير هجومهم على بلاد الإسلام.
وكلّ موضع يخاف منه يقال له ثغر لغة ( وهي مستحبة ) مطلقاً
( ولو كان الإمام مفقوداً ) أي غائباً ، لكن تستحب مع حضور الإمام مؤكداً ومع غيبته غير مؤكّد ، كما في
السرائر [2] ، والمنتهى ، قال : ( لأنها لا تتضمّن جهاداً ، بل حفظاً وإعلاماً
) فكانت مشروعة حال
الغيبة إلى أن قال ـ : فإن رابط حال ظهور الإمام بإذنه وسوّغ له القتال جاز له ذلك
، وإن كان مستتراً أو لم يسوّغ له المقاتلة لم يجز له القتال ابتداءً ، بل يحفظ
الكفار من الدخول إلى بلاد الإسلام ، ويُعلم المسلمين بأحوالهم ، وإرادة دخولهم
إليهم إن أرادوا ذلك ولم يبدأهم بالقتال ، فإن قاتلوه جاز له قتالهم ، ويقصد بذلك
الدفع عن نفسه وعن الإسلام ، ولا يقصد به الجهاد [3]. انتهى.
والأصل في ذلك
الصحيح : جعلت فداك إنّ رجلاً من مواليك بلغه أنّ رجلاً يعطي سيفاً وفرساً في سبيل
الله ، فأتاه فأخذهما منه ، ثم لقيه أصحابه وأخبروه أن السبيل مع هؤلاء لا يجوز
وأمروه بردّهما ، قال : « فليفعل » قال : قد طلب الرجل فلم يجده وقيل له : قد شخص
الرجل ، قال : « فليرابطه ولا يقاتل » قلت : مثل قزوين وعسقلان والديلم وما أشبه
هذه الثغور؟ قال : « نعم » قال : فإن جاء العدو إلى الموضع الذي هو فيه مرابط كيف
يصنع؟