اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 8 صفحة : 12
ولا بأس بالجواب
عن الرواية ؛ فإنّها مع ضعف سندها غير صريحة في الجهاد معه في غير الصور المزبورة
، بل غايتها إفادة الجهاد معه في الجملة ، ونحن نقول به.
ولا بالاستدلال
بالآية إن جعل مناط الدلالة قوله ( لَيْسَ عَلَى
الضُّعَفاءِ ) فإنّه بعمومه شامل لكل من فاقدي الشروط حتى الحرية ، فإنّ
المملوك ضعيف عاجز ، لأنه لا يقدر على شيء كما في نصّ الكتاب [1].
ويشكل إن جعل المناط قوله سبحانه ( وَلا
عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ )[2] كما صرّح به في
المختلف [3] وتبعه المقداد في الكنز ، قال :
والعبد لا يملك شيئاً
عندنا فلم يحصل في حقه الشرط [4].
وفيه نظر ؛ فإنّ
عدم الملكية لا يستلزم عدم الوجدان ، فقد يجد بالبذل له وليس بمالك فلا يدخل في
الآية ، ويجب عليه الجهاد بعموم الأدلة.
ولذا إنّ الأصحاب
جعلوا الحرية شرطاً آخر غير اشتراط السلامة من الفقر [5] ، ولو صحّ ما
ذكراه من التلازم لأغنى اشتراط السلامة من الفقر عن اشتراط الحرية.
مع أنه موقوف على
القول بعدم مالكية العبد كما هو الأشهر ، وأمّا على القول بالمالكية كما هو رأي
جماعة مطلقاً أو في الجملة [6] فلا