ومع ذلك ، فظاهر
الغنية والتنقيح وصريح السرائر ونهج الحقّ فيما حكي عنه : الإجماع على خلافه [3] ؛ وهو الحجّة
المؤيّدة بعدم ظهور الخلاف إلاّ في إيجابه القضاء خاصّةً أو مع الكفّارة ، وهو شيء
آخر سيذكر.
وبالخبر : سمعته
يقول : « إذا تمضمض الصائم في شهر رمضان ، أو استنشق متعمّداً ، أو شمّ رائحةً
غليظة ، أو كنس بيتاً ، فدخل في أنفه وحلقه غبار ، فعليه صوم شهرين متتابعين ،
فإنّ ذلك مفطرٌ مثل الأكل والشرب والنكاح » [4].
ولا بأس بضعف
السند والاشتمال لما لا يقول به أحد ، بعد الانجبار بالعمل ، وجواز تقييد ما لا
يقول بإطلاقه أحد بما يقول به كلّهم أو بعضهم ، فيكون كالعامّ المخصّص حجّةً في
الباقي ، مع أنّ خروج بعض الرواية عن الحجّية لا يستلزم خروجها جملة.
نعم ، في الموثّق
: عن الصائم يدخّن بعودٍ أو بغير ذلك ، فتدخل الدخنة في حلقه ، قال : « لا بأس »
وعن الصائم يدخل الغبار في حلقه ،
[1] البَرَد : شيء
ينزل من السحاب يشبه الحصى ، ويسمى حبّ الغمام وحبّ المزن. قيل : وإنّما سمّي
بَرَداً لأنه يبرد وجه الأرض مجمع البحرين 3 : 11.