اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 5 صفحة : 205
يذكروا الأخير.
ولم أقف لهم على
مستند على هذا الترتيب ، ولعلّهم أخذوه من الجمع بين النصوص المستفيضة الدالة على
أفضليّة التمر ومنها الصحيح ، معلّلاً بأنّه أسرع منفعة ، وذلك أنّه إذا وقع في يد
صاحبه أكله [1] ؛ وبين الرواية الأخيرة المتقدمة المعيّنة على أهل كلّ
قُطر ما يقتاتونه ، المحمولة على الاستحباب دون الوجوب بالإجماع ، كما في المدارك [2] ، بحملها على
تفاوت مراتب الفضيلة.
وإنّما جعلوا
التمر أفضل لكثرة النصوص الدالة عليه المعتضدة بالشهرة العظيمة ، التي لا يكاد
يظهر فيها مخالف بالكلية ، عدا الديلمي ، فجعل الأفضل من الأجناس أعلاها قيمة وجعل
أفضليّة التمر رواية [3] ؛ والخلاف ، فجعل الغالب على قوت البلد مستحبّاً [4].
وهما مع عدم
معلوميّة مخالفتهما لا دليل على أولهما ، والرواية المتقدمة التي هي المستند
لثانيهما ظاهراً لا تكافئ النصوص المعارضة من وجوه شتّى ؛ ولعلّ هذا هو العذر
للأكثر لجعل هذا آخر المراتب وأدناها.
وإنّما جعلوا
الزبيب بين المرتبتين لأضعفيّته من التمر ، لعدم استفاضة النصوص به ، بل وعدم ورود
نصّ صريح فيه. وكونه أقوى من تاليه لاستفادته من العلّة في الصحيح الماضي دون
تاليه ، لضعف النصّ الوارد به ، مع شذوذه بظهوره في الوجوب الذي لا يقولون به.