اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 4 صفحة : 355
ينقل لها مخالف من
القدماء عدا المرتضى ، حيث نفى الخلاف بين الأمة في تلازم القصرين [1] ، لكن من غير
تنصيص به في المسألة ، وهو غير صريح في المخالفة ، كالعمومات المتقدمة ، لقبولها
التخصيص بما مرّ من الرواية وإن لم تكن الآن مشهورة ، لظهور عبارتي المبسوط
السرائر في كونها يومئذ مشهورة ، بل ومجمعا عليها كما عرفته ، والشهرة المتأخرة لم
تتحقق إلاّ من زمن العلاّمة.
لكنه في التذكرة ـ كغيره ـ ادّعى الشهرة المطلقة على ما اختاره [2] ، فيمكن أن يوهن
بهذه الدعوى دعوى الإجماع المتقدمة.
ويجاب عن المرسلة
: بضعف السند ، وعدم وضوح الجابر إلاّ الشهرة القديمة ، وهي معارضة بالشهرة
المتأخرة القطعية ، بل مطلقا كما عرفت حكايته في كلام جماعة ، فلا يمكن أن يخصّص
بها العمومات المتقدمة ، كما لا يمكن تخصيصها بالرضوي وإن اعتبر سنده في الجملة ،
لقصوره عن المقاومة لها والمكافأة.
لكن المسألة بعد
لا تخلو عن شبهة ، والاحتياط فيها مطلوب بلا شبهة.
وكما يعتبر هذا
الشرط ابتداء يعتبر استدامة ، فلو عرض قصد المعصية في الأثناء انقطع الترخص حينئذ
، وبالعكس ، ويشترط حينئذ كون الباقي مسافة ولو بالعود قطعا. كما يشترط في الأول
أيضا لو رجع إلى القصد الأول على قول قوي ؛ للأصل [3] ، ولا على آخر [4] ؛ لإطلاق الخبر :
« إنّ صاحب الصيد يقصّر ما دام على الجادة ، فإذا عدل عن الجادة أتم ، فإذا رجع
إليها قصر » [5].