اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 15 صفحة : 275
وروى ذلك في
أخبارنا ، والأوّل أقوى ؛ لأنّه إذا قال : كذبت فيما قلت ، ربما كان كاذباً ؛
لجواز أن يكون صادقاً في الباطن وقد تعذّر عليه تحقيقه ، فإذا قال : القذف باطل
حرام ، فقد أكذب نفسه [1]. انتهى.
وما اختاره فيه من
كيفية الإكذاب اختاره الحلّي [2] ؛ للتعليل الذي ذكره ، واختاره الفاضل في الإرشاد والتحرير
والمختلف والقواعد ، وولده في شرحه [3] ، لكن على تفصيل هو أنّه إن كان في قذفه كاذباً فحدّ توبته
إكذاب نفسه ، وإن كان صادقاً فحدّها أن يقول : أخطأت ؛ جمعاً بين النصوص الآتية
الدالة على أنّ حدّها إكذاب نفسه بقول مطلق ، وما مرّ من التعليل في كلام الشيخ ،
الراجع حاصله إلى حرمة الكذب ، فلا يمكنه التكذيب مع صدقه ، فعليه بدله إن يخطأ
نفسه.
وهو حسن إن صحّ
التعليل ، وفيه نظر ؛ إذ حاصله ومبناه الفرار من الكذب ، وهو يحصل بالتورية ،
واعتبارها أقرب إلى النصوص مما ذكره من التصريح بالتخطئة ، وأنسب بالحكمة المطلوبة
للشارع من الستر ؛ لما في التصريح بالتخطئة من التعريض بالقذف أيضاً ، فإفساده
أكثر من إصلاحه.
وبهذا صرّح جماعة
ومنهم الشهيد في الدروس وقال في تضعيفه زيادةً على ذلك ـ : وبأنّ الله تعالى سمّى
القاذف الذي لا يأتي بالشهود كاذباً [4].