اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 14 صفحة : 88
كتب أخبارنا
المشهورة ، ولا نقلهما ناقل من طرقنا في الكتب الاستدلالية. بل صرّح جماعة [1] بأنّهما من طرق
العامّة ، فليس فيهما حجّة وإن انجبرا بالشهرة المتأخّرة ، بل والمطلقة على تقدير
تسليمها لأنّها معارضة بالموافقة للعامّة ، كما صرّح به في الانتصار [2].
(
وفيه ) أي في المقام ( قول آخر ) : إنّها على التراخي لا تسقط إلاّ بالإسقاط. ذهب إليه
المرتضى ، والإسكافي ، ووالد الصدوق ، والحلبي ، والحلّي [3] مدّعياً أنّه
الأظهر بين الطائفة ، حاكياً الأوّل عن بعض الأصحاب مشعراً باشتهار ما اختاره بين
الأصحاب.
وزاد المرتضى
فادّعى الإجماع عليه ؛ وهو الحجّة لهذا القول ، مضافا إلى العمومات السليمة كما
عرفت عمّا يصلح للمعارضة ، مع استصحاب الحالة السابقة.
وهذه الأدلّة في
غاية من المتانة والأجوبة عنها فاسدة ، عدا ما أُجيب به الإجماع فإنّه حقّ
لمعارضته بالمثل ، إلاّ أنّ في الباقي كفاية لولا الشهرة العظيمة المتأخّرة التي
كادت تكون بالإجماع ملحقة. فالمسألة محلّ إشكال ، فلا ينبغي ترك الاحتياط فيها على
حال.
وعلى اعتبار
الفورية يلزم المبادرة إلى المطالبة عند العلم على وجه العادة. والمرجع فيه إلى
العرف لا المبادرة بكلّ وجه ممكن ، فيكفي مشيه إلى المشتري على الوجه المعتاد وإن
قدر على الزيادة ، وانتظار الصبح لو
[1] منهم الشهيد
الثاني في المسالك 2 : 283 ، والروضة 4 : 406 ، والفاضل المقداد في التنقيح 4 : 91
، والبحراني في الحدائق 20 : 320.