اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 14 صفحة : 448
( الفصل الثاني )
(
في ) بيان ( ميراث الخنثى ) وشبهه وهو
( من له فرج الرجال والنساء ).
اعلم أنّ الظاهر
من الآيات القرآنية انحصار أنواع الإنسان في صنفي الذكر والأُنثى ، ويستحيل
اجتماعهما ، كقوله سبحانه ( خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ
الذَّكَرَ وَالْأُنْثى )[1] وقوله تعالى ( يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ
إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ )[2] إلى غير ذلك من
الآيات الدالّة على ذلك بمعونة المقامات ، وعلى هذا فهو لا يخرج عنهما ويكون أحد
فرجيه أصليّاً والثاني زائداً ، كسائر الزوائد في الخلقة من يدٍ ورجلٍ ونحوها ،
فإن أمكن استعلام الأصلي من الزائد فهو المعروف بين الأصحاب بالخنثى الواضح ،
وإلاّ فهو المشكل.
وطريق استعلامه
أنّه ( يعتبر
بالبول ) فإن بال من فرج
الرجال فهو رجل ، وإن بال من فرج النساء فهي امرأة ، وإن بال منهما اعتبر بالسبق ( فمن أيّهما سبق ) بوله
( يورث عليه ) ذكورة وأُنوثة ، بلا خلاف ، بل عليه الإجماع في كثير من كلمات الأصحاب ،
كالمفيد والمرتضى والحلي والفاضل في التحرير وولده في الإيضاح وشيخنا في المسالك
والصيمري وغيرهم [3] ، لكن الأوّلين لم يذكرا السبق ، بل ذكرا كالديلمي [4] بدله الغلبة