اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 13 صفحة : 71
صحة وسلامة فلا
سبيل للديّان عليه ، ويمضي تدبيره ».
وهو كما ترى ظاهر
في كون متعلّق الصحة والسلامة هو نيّة الفرار ، لا الدين كما فهمه الجماعة. وعلى
هذا فهي أعم من المدّعى ؛ لشمول الحكم بنفي السبيل في صورته صورتي تقدّم الدين
وتأخره.
فلا حجة على
التفصيل المزبور في مثل هذه الرواية المجملة المحتملة لما ذكر ولوجه آخر ، وهو كون
متعلّق الصحّة والسلامة المرض ، لما مرّ.
وبتعيّنه صرّح بعض
الأصحاب [1] ؛ ولعلّه لتبادره من اللفظين حيث يطلقان ، وهو غير بعيد ،
لكنه مخالف السياق. وعلى ما ذكره لعلّ الوجه فيه أنّه في الصحة يأمل قضاء دينه
بغيره مما يحصل بعد ، بخلافه في المرض.
(
ويبطل التدبير بإباق المدبّر ) مطلقاً ذكراً كان أو أُنثى من مولاه.
(
ولو ولد له في حال إباقه ) أولاد من أمة لسيّده أو غيره حيث يلحق به الولد ، أو حرّة عالمة بتحريم نكاحه ( كان أولاده أرقّاء
) مثله بلا خلاف
ظاهر ، كما في التنقيح والمسالك ، وغيرهما من كتب الأصحاب [2] ، بل عن صريح
الشيخ ، وظاهر الحلّي الإجماع عليه [3] ؛ وهو الحجة.
مضافاً إلى
الخبرين المنجبر قصور سندهما بعمل الطائفة ، في أحدهما : رجل دبّر غلاماً له ،
فأبق الغلام ، فمضى إلى قوم فتزوّج منهم ولم يعلمهم أنّه عبد ، فولد له وكسب مالاً
ومات مولاه الذي دبّره ، فجاء ورثة الميّت الذي دبّر العبد ، فطالبوا العبد ، فما
ترى؟ فقال : « العبد رقّ ، وولده