وقال مقاتل : نزلت في أبي لهب ، وفي خبر
مرفوع : إنّه أبو جهل » [١]
وحينئذ : يكون الاستثناء منقطعا
بالضرورة ، كما صرّح به النيشابوري [٢]
، فإنكار الفضل للقول به كما ترى.
وأمّا
قوله : « لا يصحّ تخصيص المؤمنين بعليّ وسلمان ؛ فإنّ غيرهم من المؤمنين ليسوا في
خسر » ، فمن قلّة التأمّل ..
قال الرازي : « ها هنا احتمالان :
الأوّل
: في قوله تعالى : ( لَفِي خُسْرٍ )[٣]
أي : في طريق الخسر ، وهذا كقوله في آكل أموال اليتامى : ( إِنَّما
يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً )[٤] لمّا كانت
عاقبته النار.
الاحتمال
الثاني : إنّ الإنسان لا ينفكّ عن خسر ؛ لأنّ
الخسر هو تضييع رأس المال ، ورأس ماله هو عمره ، وهو قلّما ينفكّ عن تضييع عمره ؛
وذلك لأنّ كلّ ساعة تمرّ بالإنسان ، فإن كانت مصروفة إلى المعصية
ـ المستهزئين برسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان
وأصحابه يتغامزون بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأصحابه ويقولون : « قد جاءكم ملوك الأرض ومن يغلب على كنوز كسرى وقيصر » ويصفّرون
به ويصفّقون ، فدعا عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أن يعمى ويثكل ولده ، فجلس في ظلّ شجرة فجعل جبريل يضرب وجهه وعينيه بورقة من
ورقها وبشوكها حتى عمي ، ومات والناس يتجهّزون إلى معركة أحد ، وهو يحرّض الكفّار
وهو مريض ؛ وقتل ابنه معه ببدر كافرا ، قتله أبو دجانة الأنصاري رضياللهعنه.
انظر : الكامل في التاريخ ١ /
٥٩٥ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٣٤٤ ، البداية والنهاية ٣ / ٨٥.