وإن كانت مشغولة في المباحات ، فالخسران
أيضا حاصل ؛ لأنّه كما ذهب لم يبق منه أثر ، مع أنّه كان متمكّنا من أن يعمل فيه
عملا يبقى أثره دائما ..
وإن كانت مشغولة في الطاعات ، فلا طاعة
إلّا ويمكن الإتيان بها أو بغيرها على وجه أحسن من ذلك ؛ لأنّ مراتب الخضوع
والخشوع غير متناهية ، فإنّ مراتب جلال الله وقهره غير متناهية ، وكلّما كان علم
الإنسان بها أكثر كان خوفه منه تعالى أكثر ، فكان تعظيمه عند الإتيان بالطاعات
أتمّ وأكمل ، وترك الأعلى والاقتصار بالأدنى نوع خسران » [١].
وحينئذ
: فعلى الاحتمالين يكون استثناء عليّ وسلمان دليلا على فضلهما على من سواهما ،
وعصمتهما دون غيرهما من الأمّة ، ولا ريب أنّ عليّا عليهالسلام
أفضل من سلمان ، فيتعيّن للإمامة.