فإنّ هذا الحديث دليل صريح على وجوب
معرفة الإمام ، والاعتقاد بولايته الإلهيّة ، ووجوب طاعته والانقياد له ، وإنّ
الجاهل به أو الجاحد له يموت على الكفر ، كما هو حكم من كان كذلك بالنسبة إلى
نبوّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبما ذكرناه غنى وكفاية عن غيره من
الأدلّة.
ومن هنا ، فقد حكي عن بعض الأشاعرة ،
كالقاضي البيضاوي ، موافقة الإمامية في أنّ الإمامة أصل من أصول الدين [١] ، وعن بعضهم ، كالتفتازاني ، أنّها
بعلم الفروع أليق [٢]
، والمشهور بينهم كونها من المسائل الفرعيّة.
على من يجب نصب الإمام؟
وكأنّ الوجه في قول المشهور منهم بكون
الإمامة من الفروع المتعلّقة بأفعال المكلّفين : أنّ نصب الإمام واجب على الأمّة
لا على الله .. قال السعد التفتازاني :
« نصب الإمام واجب على الخلق سمعا عندنا
وعند عامة المعتزلة ، وعقلا عند بعضهم ، وعلى الله عند الشيعة ... لنا وجوه ...
الأوّل ـ وهو العمدة ـ : إجماع الصحابة ، حتّى جعلوا ذلك أهمّ الواجبات ، واشتغلوا
به عن دفن الرسول ... » [٣].
[١] منهاج الوصول في
معرفة علم الأصول ـ المطبوع مع الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج ـ : ١٦٧.