لأهمّيّة الكتاب المتمثّلة بكونه دورة
كلامية عقائدية كاملة ، جاءت على مباحث الإلهيّات والنبوّة والإمامة بأسلوب علميّ
رصين ، قويّ السبك ، وبلغة سهلة ، مع خلق رفيع في أدب المناظرة والحوار ، ممّا
جعله في نظر الأوساط العلمية الردّ الأمثل على كتاب ابن روزبهان ، والكتاب الأفضل
في تبيين عقائد الإمامية الاثني عشرية وإبراز معالمها ، فأصبح « دلائل الصدق » في
موقع الريادة على المستويين الحجاجي والكلامي.
مضافا إلى ذلك أنّ أيّا من طبعتي الكتاب
في طهران والقاهرة غير متوفّرتين في المكتبات لمن يروم اقتناءها ، بعد مضيّ أكثر
من ربع قرن على آخر طبعاته ، ممّا جعل الحصول على إحداها عسيرا.
هذا ، مع حاجة الكتاب إلى مزيد من
التحقيق والتعضيد بشكل يليق بمستواه ، خصوصا بعد أن أصبحت أكثر المصادر الإسلامية
ـ سواء الشيعية منها أو السنّية ـ متوفّرة في زماننا الحاضر بشكل ملحوظ ، علاوة
على تطوّر وسائل الطباعة بمستوى عال ممّا يجعل إمكانية إخراج الكتاب بشكل أنيق
وبطباعة فنّية حديثة قليلة الأخطاء تساعد القرّاء وطلّاب الحقيقة على مطالعته
بسهولة ..
لذلك كلّه فقد شرعت مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث بتحقيق هذا السفر الجليل
وفق أسلوب العمل الجماعي ، الذي تميّزت به أعمالها.