اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 408
وبعد
:
فما هو متن الحديث؟ وما هو مدلوله؟
قد عرفتَ سقوط هذا الحديث معنىً على فرض
صدوره ...
وعلى الفرض المذكور ... فلا بدّ من
الالتزام بأحد أمرين : إمّا وقوع التحريف في لفظه ، وإمّا صدوره في قضيّة خاصّة ...
أمّا الأوّل فيشهد به : أنّه قد روي هذا
الخبر بالنصب ، أي جاء بلفظ « أبابكر وعمر » بدلاً عن « أبي بكر وعمر » وجعل
أبوبكر وعمر مناديين مأمورين بالاقتداء ... [١].
فالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
يأمر المسلمين عامةً بقوله « اقتدوا » ـ مع تخصيصٍ لأبي بكر وعمر بالخطاب ـ «
باللذين من بعده » وهما « الكتاب والعترة » ، وهما ثقلاه اللذان طالما أمر
بالاقتداء والتمسّك والاعتصام بهما [٢].
وأمّا الثاني ... فهو ما قيل : من أن
سبب هذا الخبر : أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
كان سالكاً بعض الطرق ، وكان أبوبكر وعمر متأخّرين عنه ، جائيين على عقبه ، فقال
النبي صلىاللهعليهوآله لبعض من
سأله عن الطريق الذي سلكه في اتّباعه واللحوق به : « اقتدوا باللذين من بعدي أبي
بكر وعمر » وعني في سلوك الطريق دون غيره [٣].
وعلى هذا فليس الحديث على إطلاقه ، بل
كانت تحفّه قرائن تخصّه بمورده ، فأسقط الرّاوي القرائن عن عمدٍ أو سهو ، فبدا
بظاهره أمراً مطلقاً بالاقتداء بالرجلين ... وكم لهذه القضية من نظير في الأخبار
والأحاديث الفقهية والتفسيريّة