اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 409
والتاريخيّة ... ومن
ذلك ... ما في ذيل « حديث الاقتداء » نفسه في بعض طرقه ... وهذا ما نتكلّم عليه
بإيجاز ... ليظهر لك أنّ هذا الحديث ـ لو كان صادراً ـ ليس حديثاً واحداً ، بل
أحاديث متعدّدة صدر كلّ منها في موردٍ خاصّ لا علاقة له بغيره ...
تكملة :
لقد جاء في بعض طرق هذا الحديث :
« اقتدوا باللذين ...
واهتدوا بهدي عمّار.
وتمسكوا بعهد ابن أُمّ عبد : أو : إذا
حدّثكم ابن أُمّ عبدٍ فصدّقوه. أو : ما حدّثكم ابن مسعود فصدّقوه ».
فالحديث مشتمل على ثلاث فقرات ، الاُولى
تخصّ الشيخين ، والثانية عمّار ابن ياسر ، والثالثة عبدالله بن مسعود.
أمّا الفقرة الاُولى فكانت موضوع بحثنا
، فلذا أشبعنا فيها الكلام سنداً ودلالة ... وظهر عدم جواز الاستدلال بها والأخذ
بظاهر لفظها ، وأنّ من المحتمل قويّاً وقوع التحريف في لفظها أو لدى النقل لها
بإسقاط القرائن الحافّة بها الموجب لخروج الكلام من التقييد إلى الإطلاق ، فإنّه
نوع من أنواع التحريف ، بل من أقبحها وأشنعها كما هو معلوم لدى أهل العلم.
وأمّا الفقرتان الاُخريان فلا نتعرّض
لهما إلاّ من ناحية المدلول والمفاد لئلا يطول بنا المقام ... وإن ذكرا في فضائل
الرجلين ، وربّما استدلّ بهما بعضهم في مقابلة بعض فضائل أمير المؤمنين عليه
الصلاة والسلام ... فنقول :