اسم الکتاب : الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 277
هدّدوا آل رسول الله
بتحريق دارهم على من فيها؟
قال (٣٠٨)
:
(
وما ذهب إليه الشيعة من أن محاربي علي كفرة ... فمن اجتراءاتهم وجهالاتهم ... ).
أقول :
قال شيخنا أبو جعفر الطوسي المتوفى سنة
٤٦٠ : « فصل في أحكام محاربي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والقاعدين عن نصرته عليهالسلام : عندنا أن من حارب أمير المؤمنين وضرب
وجهه ووجه أصحابه بالسيف كافر ، والدليل المعتمد في ذلك : اجماع الفرقة المحقة من
الإماميّة على ذلك ، فإنهم لايختلفون في هذه المسألة على حالٍ من الأحوال ، وقد
دلّلنا على أن إجماعهم حجة فيما تقدم.
وأيضاَ : فنحن نعلم أن من حاربه كان
منكراً لامامته ودافعاً لها ، ودفع الامامة كفر ، كما أنّ دفع النبوة كفر ، لأنّ
الجهل بهما على حدٍ واحد ، وقد روي عن النّبي أنه قال : من مات وهو لا يعرف إمام
زمانه مات ميتة جاهلية. وميتة الجاهلية لا تكون إلاّ على كفر.
وأيضاَ : روي عنه أنه قال : حربك يا علي
حربي وسلمك يا علي سلمي ، ومعلوم أنه إنما أراد أن أحكام حربك تماثل أحكام حربي ، ولم
يرد أن إحدى الحربين هي الأخرى ، لأن المعلوم ضرورة خلاف ذلك ، وإذا كان حرب
النّبي كفراً وجب مثل ذلك في حرب أمير المؤمنين ، لأنه جعله مثل حربه.
ويدلّ على ذلك أيضاَ : قوله أللهمّ وال
من والاه وعاد من عاداه ، ونحن نعلم أنه لا تجب عداوة أحد بالاطلاق إلاّ عداوة
الكفار.
وأيضاً : فنحن نعلم أن من كان يقاتله يستحل
دمه ويتقّرب إلى الله بذلك ، واستحلال دم امرئ مسلم كفر بالاجماع ، وهوأعظم من
استحلال جرعة من الخمر الذي هو كفر بالاتفاق ... » [١].